حجيج حكومة السودان

[ALIGN=CENTER]حجيج حكومة السودان !! [/ALIGN] * عاش معظم الحجيج السودانيين معاناة كبيرة خلال الحج لم تخففها الا الأجواء الروحية واللهفة لاداء الفريضة، فالفنادق لم تكن في المستوى وكانت بعيدة عن الحرم المكي أكثر من كيلومتر ونصف، وقد يظن من لم يحج انها مسافة قصيرة وهى بالفعل كذلك بالنسبة للشباب أو في مكان فسيح وخال من الناس ولكنها في مكة مع ثلاثة ملايين شخص إما في طريقهم الى الحرم أو من الحرم فإنها مشقة كبيرة أن يقطعها لانسان على رجليه خاصة اذا كان مسناً أو مريضا، لذلك فإن البعثات تختار الفنادق القريبة من الحرم لتخفف عن حجاجها المعاناة، أما الحجيج السودانيون فلابد أن تكتب عليهم كل عام المعاناة والعذاب برغم المبلغ الكبير الذى يدفعه الحاج مقابل الحج، وهو يفوق بكثير المبلغ الذي يدفعه معظم الذين يحجون من القارة الامريكية. وللمقارنة فإن متوسط ما يدفعه الحاج الكندي يبلغ حوالى خمسة آلاف دولار وهو يساوي تقريبا ما يدفعه الحاج السوداني مع الفارق الهائل في المسافة، وفي الامتيازات التي يجدها كل منهما !!
* من يحج من كندا يجد سكنا ممتازا قريبا من الحرم وبصا مكيفا وماءً باردا ومرتبة للنوم ولحافا للغطاء ومخيمات واسعة ومريحة ومجهزة وبعثة طبية لا تنام ومطوفين مهتمين بوفودهم، أما الذين يحجون من السودان فعليهم السكن بعيدا عن الحرم في فنادق متواضعة ومخيمات ضيقة بلا مراتب وبصات غير كافية وماء شحيح أو حار لا يطفئ ظمأ .. إلخ والغريب أن ذلك يتكرر كل عام برغم الكتابات والانتقادات التى تكتظ بها الصحف والمجالس والاستجوابات التى يعج بها البرلمان ولكن لا حياة لمن تنادي ، وليس هذا مستغربا من حكومة كل همها تمكين نفسها والثراء على حساب شعبها المسكين !!
* من يصدق ان المسافة التى كان على الحاج السوداني ان يقطعها في ايام التروية على رجليه ليذهب من نهاية منى وبداية مزدلفة حيث يوجد المخيم الى منطقة رمى الجمرات أكثر من كيلومترين؟! وكل من حج يعرف كيف تكون المعاناة في الرمي إذا كنت مقيما على مقربة فكيف إذا كان عليك أن تقطع مثل هذه المسافة الكبيرة، واستميحكم عذرا أن ترهقوا أنفسكم معى بتخيل منظر رجل كبير في السن أو امرأة كبيرة تقطع هذه المسافة ثلاث مرات في ثلاثة أيام متتالية لرمى الجمرات .. انها معاناة ما بعدها معاناة وقد تكون مقبولة إذا كان هذا هو الأمر بالنسبة لكل الحجيج ولكنه ليس كذلك وانما هي خدمة خاصة للحجيج السودانيين من حكومتهم السنية الحضارية التي ترفع عقيرتها في كل لحظة بأنها حامي حمى الشريعة الاسلامية والمدافع عنها بكل ما يملك من قوة وسطوة ومال بينما حجيج الله يعانون كل هذه المعاناة ويتعرضون لهذه المشقة الكبيرة، دعكم من بقية المواطنين، أو البغال التي كانت تؤرق ضمير سيدنا عمر برغم عدله وعطفه وصرامته في الحق.
ولكنه الفرق بين من يستغل الدين في التمكين والتسلط على العباد وبين الايمان الحقيقي ومخافة الله !!
* غدا بإذن الله يتصل الحديث ، انتظروني !!

صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
21ديسمبر ،2009

Exit mobile version