كشف الدرديري محمد أحمد عضو الوفد الحكومي لمفاوضات أديس أبابا حول أبيي، عن اتفاق الأطراف بأن تبحث الجولة المقبلة وضعية نهائية لأبيي بعد أن توصلوا الى استحالة قيام الاستفتاء بالمنطقة في موعده المحدد، وقال في مؤتمر صحفي للوفد الحكومي المشارك في المفاوضات بوزارة الإعلام أمس، إنّ الوساطة قبلت من حيث المبدأ أن يصوِّت المسيرية، وان معيار الإقامة ينطبق على الجميع، وقدمت مقترحين لتعريف الناخب بأنه الذي يمضي نصف العام وأكثر، وآخر حدد (200) يوم، وتابع: الحركة رفضت المقترحين مما أدى لانهيار الجولة دون الاتفاق على معيار تحديد الإقامة، وأضاف: «قرّرنا البحث عن بديل آخر، لأنّه في ظل عدم الاتفاق على معيار الإقامة لا يمكن أن يكون هناك إستفتاء في موعده المقرر»، وقال: أخيراً اتفق الطرفان لبحث وضعية نهائية للمنطقَة لا تتضمن إجراء الاستفتاء، وكشف عن تعديل في هيكلة الوساطة، حيث يتولاها رئيس جنوب افريقيا السابق ثامبو إمبيكي، إلى جانب سكوت غرايشون المبعوث الأمريكي للسلام في السودان وملس زيناوي رئيس الوزراء الأثيوبي، وقال إن هذا يعطي الوساطة قيمة إضافية وفرصة للوصول الى حلول اكثر توازناً، وقال: سَندخل الجولة المقبلة للتوصل إلى وضعية نهائية للمنطقة بعد أن تعذّر قيام الاستفتاء في موعده المحدد، وعقلنا مفتوح، ولدينا إرادة في السلام وتجنيب البلاد عودة الاحتراب، وذلك دون تفريطٍ في الحقوق المضمّنة قانونياً ودستورياً لأبناء المنطقة. من جهته أكد صلاح (قوش) رئيس الوفد الحكومي، أنّ المفاوضات المقبلة سيقودها نائبا الرئيس، وأشار الى إمكانية التوصل إلى أيِّ حلول حول المنطقة خارج بروتوكول أبيي إذا أراد الطرفان ذلك وفق اتفاقية السلام الشامل، وتابع: إذا لم نتفق سنعود الى بروتوكول أبيي، وأكد حرص المؤتمر الوطني على معالجة القضية في إطار سلمي، وألا تكون أبيي سبباً في عَودة الحرب، وأشار الى إتفاق على إطار كلي للعلاقة بين الشمال والجنوب، وقال: لابد من اتفاق كلي وثوابت جزئية، ولكن من المهم جداً ألا تقود الخلافات لعدم الاتفاق على القضايا الكلية.
ونَفَى (قوش) وجود أيِّ إتجاه لنشر قوات أممية عازلة بين الشمال والجنوب. وقال، إنه تم التأكيد على دور بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونميس) على رقابة الاستفتاء ومسار تنفيذ الاتفاقية ولا يوجد نص على بقاء هذه البعثة بعد نهاية الفترة الانتقالية لاتفاق السلام الشامل. من جهته أكد عبد الرسول النور عضو الوفد الأهلي للمسيرية، أنّهم رفضوا المساومات كافة، وقال: نريد حقوق المواطنة كافة، وَأولوياتنا الأرض والمواطنة، وأضاف: نحن قبيلة لها مكانتها ولا يمكن أن تصومل السودان، وفي نفس الوقت لها حقوقها الأساسية في المواطنة وحق تقرير المصير، وقال: «نريد سلاماً ولا نريد حرباً إلاّ إذا أصبح لا مفر من مواجهتها»، وأوضح أنّ وفد الحركة كله من دينكا نقوك من أسرة كوال دينق، وكانت المفاوضات أسرة مقابل قبيلة، وأكد النور، تطابق وجهات النظر تماماً ما بين المسيرية والمؤتمر الوطني.وفي السياق توقّع مسؤول أمريكي أن تقوم قوة من الأمم المتحدة بمراقبة النقاط الساخنة بين شمال السودان وجنوبه، وأضاف المسؤول أن الأسرة الدولية يُمكن أن تعزز العقوبات على السودان إذا تأجّل الاستفتاء لفترة طويلة. وقال «إنه إذا تَقدّم (الممثل الخاص للأمم المتحدة) والأمانة العامة باقتراح، يمكننا أن نفكِّر في تعزيز البعثة في بعض النقاط الساخنة على طول الحدود، حيث يُمكن تأمين وجود عازل». وأكد المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة تبحث في وسائل لتعزيز تطبيق العقوبات المفروضة على السودان والإجراءات الجديدة التي يمكن اتخاذها إذا أُرجئ الاسفتاءان، وقال: «يمكننا البحث في إجراءات إضافية، موضحاً أن الكشف عن التفاصيل في الوقت الحالي ليس بنّاء».وفي السياق قال دينق أروب كول حاكم أبيي لوكالة «فرانس برس» أمس، إن إرجاء الاستفتاء حول هذه المنطقة «غير مقبول»، وأكد أنه لا يمكن إرجاؤه، وأضاف أن لا أحد في أبيي يقبل بذلك، وانه «سيكون لدى سكان أبيي بعض الخيارات مثل تنظيم استفتاء بأنفسهم ودعوة الأسرة الدولية لمراقبته».
الراي العام