الفضاء في انتظار «عافية» بعد ان تلوث بالسموم التي تضر بأطفالنا أكثر من غيرهم، بعد ان أصبح «داء العنف» يحاصر فلذات أكبادنا من غالبية القنوات الفضائية المتخصصة في برامج الأطفال، «عافية» قناة أطفال سودانية جديدة بفكر متقدم، كشفت عن ثوبها لتقديم برامج تربوية تعليمية ترفيهية «عشان خاطر عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة».
الخرطوم: محمد جادين
في حفل بهيج ببرج الفاتح، دشنت قناة «عافية» السودانية للأطفال انطلاقة برمجتها بحضور أنيق من قادة الأحزاب السياسية والسفراء والمختصين وأهل الإعلام وقادة العمل التلفزيوني والموسيقيين والشعراء والفنانين ورجال الأعمال والمنظمات السودانية والاجنبية، وقدمت فقرات الحفل الفنانة «عافية» حسن، واشتمل على عدد من الفقرات المنوعة والخفيفة، من بينها مشاركة من أطفال فلسطين، وخاطب الأمسية رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي، مشيداً بفكرة القناة في غرس الروح الوطنية لدى الأطفال، بتقديمها لنماذج حقيقية مثل شخصية «الإمام المهدي، وأمراء المهدية ودولة سنار ودارفور وعبد الله جماع وعمارة دنقس والقائد عمر المختار، والشيخ أحمد يس» ليكونوا شخصيات قدوة للأطفال يحبونها ويقلدونها ويحذون حذوها، وبُعدها عن شخصيات خيالية أصبحت مثالاً للعنف والقوة المدمرة التي تؤثر على شخصية الطفل مثل «سوبرمان، وبات مان، وإسبايدرمان»، وأضاف الإمام الصادق إن اسم القناة به «عافية» ومعانٍ تاريخية ارتبطت باسم الأنثى مثل «عزة ومهيرة، ورابحة الكنانية». وقال المهدي إن هناك أكثر من «1000» قناة فضائية عربية تبدو غالبيتها في نظري تعاني من ثلاثة عيوب اولها ترفيه «سفيه» يؤدي الى هدم الأخلاق، وثانياً فتاوى بلهاء تغيب العقل، وثالثاً برامج اطفال تمجد العنف وتصور شخصيات بقوة خارقة لا يحكمها ميزان أخلاقي.
وتحدث وزير الثقافة، السموءل خلف الله عن أهمية وجود قناة خاصة بأطفال السودان تساهم في غرس التربية الوطنية والتعريف بثقافات وعادات البلاد، وأعلن استعداد وزارته بتقديم يد المساعدة من أجل إنجاح القناة.
ومن جانبه تعهد «بابا علي مهدي» بتقديم وتسخير كل إمكانياته من أجل عيون أطفال السودان.
وكشف ممثل القناة الصادق حسن عثمان فرحات، عن أهدف القناة وتركيزها على الارتقاء والدفع بالتعليم، وخلق أجيال تامة التربية ومكتملة الأخلاق، ومن ثم ترسيخ ثقافة السلام ومدافعة التطرف والإرهاب وتعزيز ثقافة الاجتهاد والإنتاج والاندماج مع الآخر، وتعزيز الهوية العربية والإسلامية والسودانية، وتقديم مفهوم التدين والعبادة بما يواكب العصر، وحفظ القضية الفلسطينية من النسيان بين الأجيال القادمة وضمان ديمومتها وفعاليتها، ومن ثم إعادة وتنقيح التاريخ الإسلامي والسوداني، ومحاربة التحيز للعرق والجنس والدين داخل السودان وبين الطوائف والانتماءات الإسلامية والتعايش مع الأديان والثقافات والحضارات العالمية حتى نضمن أجيالاً مثقفة تندمج مع الآخر تقبله وتتفاعل معه، ومن ثم حفظ الأطفال من الاستلاب الحضاري والبرامج الهدَّامة والمنحرفة، وقال فرحات سنعمل على ثلاث مراحل حتى عام «2020م» اولها مرحلة التعريف، وثانيها الإعجاب والمحبة والاتباع، وأخيراً مرحلة التفاعل والمبادرة والاندماج، وخلال هذه المراحل نسعى الى تعريف الأطفال بكل ما يحيط بهم ويدور في عقولهم ويتحرك في خلدهم مثل التعريف بالله وملائكته والأنبياء والرسل والخلق والكون ومن ثم العبادات، والتعريف بالسيرة النبوية والتاريخ والإنسان والحيوان والنبات والأسرة والمجتمع والشعب والدولة، وكل ما يحيط ويستجد في حياة الطفل، مستخدمين في ذلك وسائل وشخصيات حقيقية غير خيالية، مثل النبي محمد «ص» وصحابته رضوان الله عليهم، والإمام المهدي، وأمراء المهدية ودولة سنار، وعمر المختار والشيخ أحمد يس، والعظماء والمبدعين من البشر على امتداد التاريخ الإنساني على اختلاف دياناتهم وجنسياتهم وانتماءاتهم، وتحويل جميع المبادئ والقيم والأخلاق الى أناشيد وأغنيات للأطفال، بجانب تقديم التراث العربي والإسلامي والسوداني في شكل أغنيات وأنشودات، إضافة لبرامج متخصصة في تفسير القرآن الكريم بصورة تناسب عقول الأطفال، وبرامج إخبارية يقدمها أطفال، وحوارات صغيرة يحاور فيها طفل في كل حلقة شخصية سياسية وثقافية واجتماعية وفنية بصورة مبسطة يستوعبها الأطفال، وهناك عدد من البرامج مثل «محكمة الأطفال» لمحاكمة السلوك غير الحميد، والمحكمة تشتمل على «قاضٍ ومتهم ومدعٍ وشهود»، بالإضافة إلى عدد من البرامج المتميزة والجديدة، مثل برنامج «درس العصر» وهو برنامج يُعنى بتقديم المنهج الدراسي بصورة جذَّابة وميسرة ومفهومة.
الصحافة