ذكرتني هذه الكلمات بمقولة لمواطن بسيط اشتطت به بعض العوارض وأخرجته من الطور المألوف فجاهر من حوله بأن.. «البلد دي ما بتمشي لقدام الا يموتوا ناس فلان وفلان» وهو يسميهم باسمائهم وبالتأكيد هم بعض من أهل السياسة قلباً وقالباً.. وها هي العبارات تدلل على أن ذلك التمني ليس محصوراً داخل نفس واحدة.. إذن هذا المواطن يجد من يسانده التمني ومن منظوره يا هؤلاء «يللا موتوا».. هي ليست دعوة للانتحار أو الإغتيال بل هي دعوة لان تقتلوا بعض من أحلامكم القاصمة لظهر هؤلاء.. طموحاتكم الخاصة في المجد «الذاتي».. ولشدة ما تملكني (تأثراً بموقف ذلك المواطن )،حدث أن مررت من أمام «التلفاز» ووجدت واحداً ممن ذكرهم ذلك المواطن يتحدث بنفس مفتوحة ويتشدق بالكلام دعوت عليه «إن شاء الله تموت» وأنا أعلم تماماً.. إنني ميتة وهم ميتون.. ولكن من باب أن كل شيء بقدرته وعلمه «سبحانه وتعالى».. وأرى أن ذلك المواطن كان يدعو لهم «بموت الله» أي القدر المحتوم لهم المحدد لهم ولكنه كان يستحث القدر( عجلة )لعل ذلك يفرج كربه وكرب آخرين.
ما أصعب أن تتمنى سلب الحياة من آخر.. هذا مخيف.. «استغفر الله».. لما وصل بعضنا إلى هذه المراحل المحبطة؟ أهو التخبط؟؟ اليأس؟ الإحباط؟ عدم إيماننا بمصداقية بعض هؤلاء؟؟ عدم وجود القدوة الحسنة؟؟ عدم تنزُّه بعض هؤلاء عن الصغائر التي يجبروننا بها على ما يقومون به.. أم ماذا؟؟ هل تمترسنا في دواخلنا للحد الذي يجعلنا لا نقبل أو نتقبل؟ سامحنا يا ربنا في حق هذا الوطن الذي نشفق عليه وعلى حالنا.. وتجعلنا النواقص نستدعي سرعة أقدارك الحاسمة.
آخر الكلام.. أقدار الله وحدها هي التي تحدد بدايات ونهايات حياة كل فرد.. ويا بعض هؤلاء.. يللا نوموا من باب «إن نوم الظالم عبادة».. تغطوا واريحوا أجسادكم المتعبة بالأجندات والمحاور والخطط.. والمدى القريب والبعيد.. ربما جاءكم ما تتمنونه في الأحلام الهانئه
سياج – آخر لحظة الخميس 17/12/2009 العدد 1205
fadwamusa8@hotmail.com