اكد مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، عضو وفد مجلس الأمن الدولي السفير مارك قريل ،ان المجلس لمس جدية والتزاماً من الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب بإجراء استفتائي الجنوب وأبيي في موعدهما وبشكل سلمي واحترام نتائجهما اياً كانت.
وعبر المندوب البريطاني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الاميركية سوزان رايس،في ختام زيارة لاعضاء المجلس للبلاد شملت الخرطوم والفاشر وجوبا،عن قلق المجلس من الاوضاع في دارفور،مؤكداً ان هناك ثمة حاجة ملحة لعملية سلام ناجحة،وحث الحركات المسلحة التي لاتشارك في عملية السلام بالانضمام الى الدوحة،ووقف الاعمال العدائية والتعاون مع «يوناميد»،مشدداً على ان الامم المتحدة تراقب الاوضاع عن كثب في دارفور.
وقال قريل، ان الوفد خلال لقاءاته بالمسؤولين في جوبا والخرطوم والفاشر ركز على قضايا الاستفتاء في الجنوب وابيي الى جانب دارفور،مؤكداً اهتمام المجلس بالسودان وانشغاله به باعتبار ان الصراعات فيه تشكل تهديداً للسلام العالمي، بيد انه عاد واكد ان اعضاء المجلس لمسوا جدية من طرفي الاتفاق في الخرطوم وجوبا «والتزاماً راسخاً وإقراراً منهما بإجراء استفتائي الجنوب وابيي في وقتهما المحدد بشكل سلمي وبنزاهة وشفافية واحترام النتائج»،وقال ان المطلوب الآن ترجمة هذه الوعود الى افعال على ارض الواقع، ورأى الدبلوماسي البريطاني ان الوقت ينفد امام الجميع لاجراء الاستفتاء،مشيراً الى وجود قضايا مثل المواطنة وترسيم الحدود وابيي وتقاسم النفط لاتزال معلقة وتحتاج الى ارادة سياسية متينة من الطرفين لتجاوزها،واكد استعداد المجلس والمجتمع الدولي لمساعدتهما في ذلك.
من ناحيتها، اعتبرت مندوبة واشنطن في المنظمة الدولية سوزان رايس،مسألة ابيي «قضية اساسية يتعين حلها وبسرعة»، واكدت ان الطرفين يجريان حالياً حوارات مكثفة حول أبيي، وجددت التزام بلادها بمواصلة دعم الطرفين على تجاوز العقبات امام حل قضايا المنطقة.
وفي سياق متصل، وصف وزير الخارجية علي كرتي، زيارة المجلس بأنها عادية وتأتي في اطار متابعة الاوضاع في السودان، فضلاً عن انها تعد فرصة للاطلاع على حقائق الاوضاع على ارض الواقع.
وقال كرتي عقب لقاء اعضاء المجلس بنائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه، ان الوفد استمع الى تأكيدات من الحكومة بتنظيم الاستفتاء فى موعده.
واوضح انه يجب حسم بعض القضايا المتعلقة بالاستفتاء مثل ترسيم الحدود والجنسية، مشيراً الى وجود اكثر من مليون جنوبي في الشمال ووضعهم يحتاج الى ترتيبات مسبقة حتى لايتفاجأوا بأوضاع غير قانونية،وشدد على ان هذه القضايا ليست شروطا لاقامة الاستفتاء وانما هي قضايا ينبغي الاتفاق حولها حتى لا نعود الى المربع الاول.
واكد وزير الخارجية، انه اذا خلصت النوايا سينخرط الطرفان في توافق وحوار لحسم هذه القضايا العالقة، مبيناً انه لا يزال هناك وقت لحسم هذه المشكلات.
وجدد كرتي إلتزام الحكومة بإجراء الاستفتاء في موعده شريطة أن يتم في أجواء سليمة وشفافة، وعبر عن أمله في أن تتمكن مفوضية الاستفتاء من تكملة الإجراءات اللازمة لقيامه في الموعد المحدد.
وقال لدى لقائه وفد المجلس بوزارة الخارجية إن الحكومة ملتزمة بقيام الاستفتاء بالرغم من الخروقات الواضحة لاتفاقية السلام المتمثلة في دعوة بعض الأطراف للانفصال حتى قبل إجراء الاستفتاء،وأضاف « سنلتزم بنتيجة الاستفتاء إذا تم بطريقة شفافة وهذا هو شرطنا للاعتراف بنتيجيته».
وعبر كرتي عن تقدير الحكومة لأعضاء مجلس الأمين لجهودهم المقدرة في دعم عملية السلام بالبلاد ،مشيرا الى اهتمام المجتمع الدولي بتنفيذ الاتفاقية، وقال إن خير دليل على ذلك هو ما ظلت تبذله الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من جهود في دعم عملية التنمية والاعمار بالبلاد، و حضور أعضاء مجلس الأمن الدولي بكافة عضويته لزيارة السودان والوقوف على حقائق الأوضاع على الأرض.
وأوضح وزير الخارجية أن اتفاقية السلام تحتاج الى تهدئة الأوضاع أكثر من أي وقت مضى، ولا يمكن المضي في تنفيذها في أجواء الإثارة والتحريض.
وأضاف « نحن لا نريد لأجواء الحرب أن تعود من جديد ونأمل من أعضاء المجلس دعم هذا الاتجاه»، واتهم جهات خارجية بإشعال الصراع ودعم التمرد سعيا لاستمرار الحرب بالبلاد ، وشكا من تلكؤ الحركة الشعبية فى انفاذ ترسيم ما تم الاتفاق عليه بنسبة «80%» بشأن الحدود ،موضحا اعتداء الحركة على موظفي الترسيم واتلاف اجهزتهم .
وفيما يتعلق بقضية أبيي، أوضح كرتي أن حوارا يجري حاليا في أديس أبابا حول من يحق له التصويت في الاستفتاء، مبينا أن قرار المحكمة الأخير بشأن المنطقة لم يتحدث عن من يحق له التصويت وإنما تحدث عن حدود المنطقة فقط، وعبر عن أمله في أن يصل الحوارالجاري حاليا في العاصمة الإثيوبية الى نتائج إيجابية تصب في صالح تنفيذ اتفاقية السلام، وحول موضوع قسمة الثروة، أوضح وزير الخارجية أن 70% من البترول يأتي من الجنوب، و30% من الشمال، مبينا أن كل البنى التحتية المتعلقة باستخراج البترول وتكريره وتصديره عبر البحر الأحمر موجودة في الشمال، وأضاف « هذه قضية لابد من الاتفاق عليها حتى لا يحدث توقف للموارد إذا ما حدث انفصال».
وشدد كرتي على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على السودان دون أية اسباب واضحة، مبينا أن هذه العقوبات تضر بالمواطنين وبأداء الحكومة في بسط الأمن والسلام واضاف « نريد معاملة متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل ولا بد من دعم الحكومة للوفاء بالتزاماتها».
الصحافة