أعلنت اللجنة المانحة لجوائز نوبل فوز الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا بجائزة نوبل للآداب للعام 2010 وعدته من أعظم الأدباء في الدول الناطقة بالإسبانية.
وقالت لجنة نوبل في الأكاديمية السويدية للعلوم في حيثياتها لمنح الجائزة إن فارغاس يوسا حصل على الجائزة “لتصويره المفصل للصراعات على السلطة وصوره المحددة المعالم للمقاومة والتمرد والهزيمة عند الفرد”.
وتعليقا على فوزه بجائزة نوبل قال فارغاس يوسا في تصريح صحفي من الولايات المتحدة حيث يوجد في مهمة تدريسية، إن ذلك يمثل اعترافا جديدا بآداب أميركا اللاتينية وبالآداب المكتوبة باللغة الإسبانية.
ويعد فارغاس يوسا (74 عاما) الذي اشتهر عالميا في ستينيات القرن الماضي بعد نشر روايته “زمن البطل”، أول أديب من أميركا اللاتينية يفوز بالجائزة منذ فوز المكسيكي أوكتافيو باث بها في العام 1990.
وتستند أعمال فارغاس يوسا إلى خبرته في الحياة في بيرو منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي والتي توجت بخوضه لانتخابات الرئاسة عام 1990، لكنه خسر لصالح ألبرتو فوجيموري الذي اضطر في نهاية المطاف للفرار من البلاد وأدين بعد ذلك بعدة جرائم.
وقال بيتر إنغلند الأمين الدائم للجنة نوبل إن فارغاس يوسا من الذين كانوا وراء ازدهار الأدب في أميركا اللاتينية في الستينيات والسبعينيات. ومن بين أشهر رواياته “شيطنة الطفلة المشاغبة” (2006) و”زمن البطل” (1962) و”وليمة التيس” (2000).
فارغاس يوسا كتب عشرات الأعمال التي ترجمت إلى أكثر من 20 لغة (الفرنسية)
أسلوب وخبرات
ومن خلال أكثر من 30 رواية ومسرحية ومقالا صحفيا، طور فارغاس يوسا أسلوب سرد الحكاية الواحدة من عدة أوجه يفصلها أحيانا المكان أو الزمان.
وتجاوزت أعماله الأشكال الأدبية المعروفة ووضعته في مكانة رفيعة بين أبناء جيله الذي قاد بعث الآداب في أميركا اللاتينية في الستينيات من القرن الماضي.
وكثيرا ما نهل فارغاس يوسا من خبراته الشخصية في رواياته، فاعتمدت رواية “زمن البطل” نوعا ما على استعراض فترة مراهقته في أكاديمية عسكرية في ليما، في حين استعرضت مذكراته الصادرة عام 1993 بعنوان “السمكة في الماء” تجربته في خوض انتخابات الرئاسة عام 1990.
وباختلاف خبراته تنوعت كتاباته، فنوع كثيرا في الأشكال والرؤى والموضوعات، وكانت روايته “شيطنة الطفلة المشاغبة”، وهي من أحدث ما كتب أولى محاولاته لكتابة قصة حب وأشيد بها باعتبارها من أفضل ما كتب في هذا النوع.
ولد ماريو فارغاس يوسا في بيرو عام 1936 وأقام في بوليفيا وليما قبل أن ينتقل إلى إسبانيا لدراسة الآداب. كما عاش فترة معينة في باريس، وعدّ مدريد بلده، لكنه احتفظ بجنسيته ونفوذه في بيرو حيث كتب لصحف قومية عن الأحداث الراهنة وترجمت أعماله إلى أكثر من 20 لغة. الجزيرة نت