قالت قوة حفظ السلام الدولية في دارفور بغرب السودان إن مسلحين خطفوا مدنيا من أفرادها في دارفور أمس وذلك بعد ساعات من وصول مبعوثين من مجلس الأمن الدولي إلى المنطقة، ووسط اشتباكات تدور بين الجيش السوداني وجماعة جيش تحرير السودان المتمردة.
معارك في جبل مرة
وقال كمال سايكي المتحدث باسم القوة المشتركة التابعة للإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة “دخل مسلحون مقر إقامة اربعة من أفراد البعثة المدنيين في وسط الفاشر “عاصمة ولاية شمال دارفور” مساء الخميس وقيدوا إثنين منهم وأخذوا الآخرين معهم في سيارة وفر رجل وما زال الأخر مفقودا.”
وقال سايكي إن المفقود ليس سودانيا لكنه لم يذكر أي معلومات شخصية عنه.
يأتي التطور بعد ساعات من تأكيد الجيش السوداني أنه سيطر على قطاع هام في دارفور إثر معارك دامية مع المتمردين وذلك في الوقت الذي يزور فيه وفد من مجلس الأمن الدولي المنطقة.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد “هاجمت القوات المسلحة مواقع جيش تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور في سوني شرق جبل مرة”.
وأضاف “لقد طردناهم وفتحنا طريق كاتور، دريبات، جاوا سوني، لقد كان لجيش تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور فيها نقاط تفتيش يتولون منها فرض ضرائب على المواطنين” مشيرا إلى سقوط سبعة قتلى بين المتمردين وثلاثة جرحى في صفوف الجيش السوداني.
وجبل مرة عبارة عن بركان خامد وسط خواصر خصبة في قلب منطقة دارفور شبه الصحراوية حيث تدور معارك عنيفة منذ عشرة أيام بين الجيش والتمرد.
وأكد جيش تحرير السودان حدوث معارك الخميس شرق جبل مرة غير أنه نفى فقدان قطاع سوني وقال إبراهيم الحلو المتحدث باسم التمرد “جرت معارك هامة هذا الصباح”.
وأضاف “قصفتنا قوات الجيش بطائرات انتونوف لكن قواتنا ليست في وادي سوني بل في محيطه” موضحا أن معارك جرت في غرب جبل مرة.
وتابع “أن وفد مجلس الأمن موجود حاليا في دارفور. نحن نطلب منه القدوم إلى القطاعات التي تدور فيها معارك وانهاء التطهير الاتني” مشيرا إلى سقوط 47 قتيلا في المعارك منذ الاحد.
ووصل وفد من مجلس الامن الدولي ومن بين أعضائه الأميركية سوزان رايس، بعيد ظهر الخميس إلى الفاشر العاصمة التاريخية لدارفور ومقر مهمة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وأعرب السفير البريطاني مارك لايال غرانت عن “بالغ القلق” للمعارك الأخيرة في دارفور. وتقع مدينة الفاشر عاصمة دارفور الشمالي على بعد أكثر من 150 كلم من مسرح المعارك.
اتهامات لجيش جنوب السودان
على صعيد آخر اتهمت القوات المسلحة السودانية الخميس قوات جنوب السودان باجتياز منطقة متنازع عليها على الحدود بين الجنوب والشمال واعتبرت الأمر انتهاكا من شانه أن يعيق تنظيم الاستفتاء على استقلال الجنوب والمقرر في يناير(كانون الثاني)المقبل.
وأكد المتحدث باسم الجيش السوداني المقدم الصوارمي خالد سعد صحة الأنباء المتناقلة حول “الحشود العسكرية للحركة الشعبية (متمردون سابقون) عند الحدود الفاصلة بين ولايتي أعالي النيل والنيل الأبيض”.
وأضاف في مؤتمر صحافي في الخرطوم “لقد قطعت القوات المسلحة بعدم وجود أي إمكانية لإجراء الاستفتاء إذا استمرت الخروقات التي تقوم بها الحركة الشعبية على النيل الأبيض”.
وقال المقدم الصوارمي إن “القوات المسلحة تراقب الموقف عن كثب”، مشيرا إلى أن الترتيبات الأمنية وإجراءاتها لا تكتمل إلا بوجود كافة القوات بمناطق التجميع وفق ما نصت عليه اتفاقية السلام، وان مثل هذا الخرق لا يساعد اطلاقا في قيام الاستفتاء”.
العربية نت