*ولسعادتي ثلاثة اسباب .. الأول، انه من النادر جدا ان يشيد المغتربون بالخدمات التى يقدمها جهاز شؤون العاملين بالخارج، وبما أن الرسالة حملت الاشادة فمعنى ذلك أنه حدث تطور فعلي في الخدمات التي يقدمها الجهاز – على الأقل في نظر البعض – يستدعي السعادة من صحفي ليس واجبه أن يسلط الضوء على الجوانب السلبية فقط، بل على الايجابية أيضا، ويسعد بما يسعد المواطنين !!
* الثاني، أن احد الموقعين على الرسالة كان شقيقه الأصغر أحد ضحايا حادثة معسكر الخدمة الوطنية بالعيلفون في أبريل عام 1998 التي قتل فيها 26 طالب ثانوي، مما سبب له أزمة نفسية حادة جعلته يغادر الى الخارج وعندما أكمل ابنه الدراسة الثانوية وعاد لدراسة الجامعة بالسودان التى تتطلب دخول معسكر الخدمة أو الحصول على اعفاء حسب ظروفه، أصابته مخاوف جمة وعادت اليه ذكرى مقتل شقيقه، خاصة ان ابنه مريض، وعندما يكتب مثل هذا الشخص مشيدا بالخدمة الوطنية وما وجده من تفهم لظروف ابنه، فان هذا مما يستوجب السعادة لخروج هذا المواطن من أزمته النفسية الحادة وتغير مشاعره تجاه الخدمة الوطنية !!
* الثالث، تذكيري بكتابة مقال – كنت قد نسيته في خضم الاحداث المتلاحقة – عن تجربة صحفية غير مرئية خضتها بدعوة من زميل بالصحيفة لزيارة مكتبي الجوازات والخدمة الوطنية بجهاز شؤون العاملين بالخارج قبل بضعة أشهر ورؤية سير الاجراءات على الطبيعة بدون أن يحس بنا أحد، وكان سبب الدعوة هو نقاش دار بيننا حول الشكاوى العديدة التى تصلنا من المواطنين، فوعدته بتلبية الدعوة، ولمزيد من الحرص على السرية قمت بها وحدي في وقت لا يعرفه أحد سواي، وجلست في الصف وكأنني أتيت لغرض شخصي بدون ان يتعرف أحد على شخصيتي لحسن الحظ، وتحدثت مع بعض من كانوا يجلسون بجانبي وكنت خلال ذلك أراقب مجريات الأحداث، وللحقيقة فلقد سررت من مستوى الخدمات والتعامل الجيد مع المواطنين والنظام واللافتات الواضحة التي كانت توضح الاجراءات .. إلخ، بالاضافة الى التفهم الواضح لظروف المواطنين في اطار القانون والتعديلات التى ادخلت عليه فيما يتعلق بالإستثناءات !!
* بالطبع هنالك سلبيات منها عدم اتساع المكان والازدحام والبطء أحيانا و(صرة الوش) السودانية الشهيرة لدى البعض التي آن الأوان كي تختفي وتحل محلها الابتسامة حتى تكتمل الصورة الجميلة.
* بقي أن أقول إن ( الزيزفون) شجرة موطنها أوروبا ولها فوائد طبية كثيرة منها علاج النزيف وضعف الدورة الدموية وضغط الدم والتوتر العصبى والأرق .. إلخ، بالاضافة الى جمالها وظلها الظليل .. وما احوجنا لهذه الشجرة !!
صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
13 ديسمبر ، 2009