قال الكاتب الأميركي ديفد روثكوف إنه بينما فقدت معظم الدول سلطتها في العقود العديدة الماضية عبر تراجع قدرتها وضعف رغبتها على التوجه إلى ميادين الحروب، فإن الثورة التقنية الحديثة التي لدى بعض الدول تنذر بمخاطر شتى في العالم.
وأضاف أن هناك قرابة عشرين دولة في العالم يمكنها شن الحرب بطريقة فعالة خارج نطاق حدودها، وأن بعضها يمتلك قدرات نووية وأخرى تمتلك قدرات صاروخية بعيدة المدى, وأن هناك دولة واحدة يمكنها شن حرب من الفضاء والبر والبحر والجو، وأخرى تبعثر قواتها من خلال شنها لحربين إقليميتين في الشرق الأوسط.
وفي حين أشار إلى أن تاريخ أوروبا تميز بإدمانها على شن الحروب القارية بفعالية، وأن القوى الكبرى تقوم في الغالب بمهاجمة خصومها الأضعف، أو بشن الحروب والنزاعات بالوكالة, أضاف أن تلك الاشتباكات تبدو الآن مكلفة بما لا يمكن تحمله خاصة في ظل استخدام التقنيات الحديثة.
وأوضح أن القادة العسكريين الأميركيين يفكرون في زيادة عدد هجمات الطائرات من دون طيار داخل باكستان نظرا للقلق الذي ينتابهم بسبب تقاعس الجيش الباكستاني عن العمل، وأن ذلك يزيد من تكاليف الحروب عبر تلك الطريقة من الهجمات.
”
التقنية الحديثة من شأنها رفع تكاليف الحروب، ووقوع قدرات نووية في أيدي لاعبين متهورين ينذر بمخاطر كبيرة
”
تقنيات نووية
وبينما أشار الكاتب إلى التقارير التي تحدثت عن الفيروس الذي استهدف البرنامج النووي الإيراني, أضاف أن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز صرح بأن بلاده ترقد فوق محيط من النفط وأنها بحاجة إلى التفكير جديا في تقنيات نووية سلمية.
وقال روثكوف إنه بينما من شأن التقنية الحديثة رفع تكاليف الحروب في العصر الحالي، فإن وقوع أي قدرات نووية في أيدي من وصفهم باللاعبين المتهورين ينذر بزيادة المخاطر الكبيرة المحتملة.
وتساءل الكاتب في مقال نشرته له مجلة فورين بوليسي الأميركية بشأن ما وصفه بالنزاع النظيف أو غير الدموي؟ واحتمال أن الحرب الإلكترونية في المدى القريب أو المتوسط خيار للدول المتقدمة لفرض إرادتها على المناطق المضطربة من العالم الناشئ؟
وحذر الكاتب من مخاطر الوجه الآخر للثورة التقنية التي وصفها بكونها “جعلتنا أكثر أمنا لفترة معينة”، وأضاف أنها ربما تتسبب في ما لا تحمد عقباه إذا ما أسيء استخدامها.
الجزيرة نت