من أجل بهاء

* نحن الذين دخلنا إلى عالم الكمبيوتر على كبر ومازلنا نعتبر أنفسنا بمرحلة الأساس في هذا العالم السحري العلمي المتقدم الذي فتح لنا آفاقاً واسعة للمعرفة التي لا تحدها حدود.
* صحيح انه مثل كل الاكتشافات العلمية – والعلم المادي عامة سلاح ذو حدين – إلا ان الإنسان ذاته يبقى هو العامل الحاسم في حسن أو سوء استخدامه، ولكنه فتحٌ نحو عوالم من المعارف والمعلومات.
* إلى جانب ذلك فإنه أسهم بصورة ملموسة في سد ثغرة عدم التواصل خاصة مع الذين اضطرتهم ظروف الحياة وأسبابها للسفر في أقطار العالم البعيدة جغرافياً وزمانياً فاختصر مسافات التواصل ويسر سبل معرفة أخبار الأهل والأصدقاء في ذات الحين واللحظة وبالصوت والصورة أيضاً.
* قبل يومين تلقيت رسالة مؤثرة من الطالبة سمية الطيب بقسم نظم الحاسوب والشبكات في كلية علوم الحاسوب وتقانة المعلومات بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا انابة عن مجموعة من الطلاب بالكلية تحت عنوان من أجل بهاء.
* الرسالة موثقة بالصور المعبرة والمؤثرة لحياة زميلهم بهاء الذي لم يهزمه المرض والاعاقة من بعدُ من مواصلة دراسته وحرصه على التفوق، رغم الصعوبات العملية التي لا تمكنه حتى من المصافحة دعك من طلوع السلم الذي يضطر زملاؤه لحمله ليصلوا به إلى قاعة المحاضرات.
* بهاء الدين المأمون اكتشف الأطباء انه مصاب بمرض تقلص العضلات الداخلية وهذا بدوره أثر على العضلات الخارجية وأدى ذلك إلى ضمورها وهناك فرصة للعلاج بإحدى مستشفيات لندن بتكلفة قدرها 80 ألف جنيه فقط لا غير أي 80 مليون جنيه قديم والمطلوب إجراء العملية في أغسطس القادم لإنقاذه.
* اننا إذ نعيد رسالة طلاب كلية علوم الحاسوب وتقانة المعلومات بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا نثق في ان أهل الخير في بلادنا وهم كثر والحمد لله سيتسابقون لإنقاذ الطالب بهاء الدين، وهناك فرصة أخرى لفعل الخير تجاه شقيقيه اللذين يعانيان من ذات المرض.
* الشكر مستحق لهؤلاء الطلاب الذين لم “يقصروا” تجاه زميلهم بهاء ليس فقط في الجامعة وانما بهذا النداء الإنساني الذي نسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتهم وان يسخر الله لبهاء من يجعل العافية على يديه، انه نعم المولى ونعم النصير.

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 966 – 2008-07-22

Exit mobile version