حزب الله يضع جيشه تحت تصرف الحكومة في دارفور

وضع الأمين العام لحزب الله اللبناني «حسن نصر الله» وحدات من مقاتلي حزبه تحت تصرف الحكومة السودانيَّة لمواجهة ما أسماه قوات الاستعمار في دارفور، في ظل الاستهداف الدولي الذي يتعرض له السودان من قبل المجتمع الدولي، وفقاً للرسالة التي نقلها الأستاذ بجامعة برلين الألمانية «لوداين محمد سعيد» لوالي شمال دارفور «عثمان محمد يوسف كبر» خلال زيارة للفاشر نظمها المركز السوداني للخدمات الصحفية أمس «الأربعاء»، وأرفق «لوداين» صورة تجمعه بحسن نصر الله في بيروت – أخذ منها والي شمال دارفور نسخة للذكرى – وقال إن مقاتلي حزب الله سيكون لهم شرف القتال في دارفور وأن تروي دماؤهم الطاهرة أرض السودان في مواجهة كل من يحاول النيل منه ويدبِّر له المؤامرات والمكايدات. وأبدى كبر ارتياحه واعتزازه برسالة حسن نصر الله، وقال: دارفور من الأراضي التي انغرس فيها الإسلام عميقاً، وأردف: ونحن أكثر توقاً لدعم القضيتيْن الفلسطينية واللبنانية جهاداً واستشهاداً وهذا ليس تطرُّفاً دينياً ولكن دفاعاً عن حقوق المظلومين في العالم. وذكر كبر لـ «لوداين» والبروفيسر «استفين كروبلن»، الأستاذ بجامعة كولن الألمانية، أن مشكلة دارفور تتلخص في ثلاث نقاط تنحصر في الطموحات الشخصية لبعض أبناء دارفور بالإضافة للتدخلات الدولية وما أسماه الآلة الإعلامية المضللة، لكنه لم ينكر أن هنالك بعض التعقيدات الداخلية، غير أنه اعتبرها دون قامة المشكلات الموجودة في فلسطين والعراق، وقال والي شمال دارفور: إن المنظمات الإنسانية تراجعت تراجعاً كبيراً جداً عن تقديم المساعدات للنازحين وخفضت الجرعة الشهرية مما أثر سلباً على القضية خلال الفترة الماضية، وأضاف بالقول: إن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي، وتسعى جاهدة إلى أن تسد هذا العجز في المساعدات الإنسانية، مطالباً المنظمات بمضاعفة عملها لكي ترجع الأمور إلى سابق عهدها، وأشار إلى أن معسكرات النازحين صارت أكثر أمناً حتى من داخل مدينة الفاشر، بانخفاض مستوى أعمال النهب والسلب. وبخصوص العودة الطوعية للنازحين إلى قراهم قال الوالي إن هنالك جهوداً متصلة في البرنامج، واستدرك أن مطلوبات العودة أكبر من قدرة حكومة الولاية، وكشف عن حاجتهم للمساعدات لتوطين النازحين.
من جانبه ذكر البروفيسور «استيفن كروبلن» أن المجتمع الدولي يصرف المليارات من المبالغ في غير الأنشطة الإنسانية بولايات دارفور، وذكر الأستاذ بجامعة كولن الألمانية أنه وقّع في العام 1998م لبناء ثاني أكبر محمية في العالم في دارفور، لكن سياسة الحصار السلبية ضد السودان هي التي أدت إلى عدم تنفيذ اتفاق العقد، ودعا أوروبا إلى الالتزام بقيام المحمية في دارفور التي تمنح فرص عمل لعشرات الآلاف من المواطنين. إلى ذلك قدم المحاضران بالجامعتين الألمانيتين محاضرة بجامعة الفاشر نظمها مركز دراسات السلام بالتعاون مع المركز السوداني للخدمات الصحفية، أوضحا من خلالها أن اللوبي الصهيوني هو الذي أجّج الصراع في دارفور ومنحها البعد الدولي وغيّب كثيراً من الحقائق الموجودة على أرض الواقع، وأشار «لوداين» إلى الدور الإسرائيلي في وضع خطة لتقسيم السودان حتى لا ينهض بموارده الاقتصادية وإمكانياته الضخمة.

الأهرام اليوم

Exit mobile version