جميلة ونورا فتاتان يابانيتان جميلتان منوّرتان استقلتا الطائرة من ارض الساموراي الى السودان بغرض السياحة والوقوف على اشراقات بلاد النور، اشراق الخير ورؤية جمال النيل والخرطوم بالليل. التقتهما الصحافة امس وهما تستجيران من رمضاء العاصمة الملتهبة التى تجاوزت حرارتها حد المعقول عند كربتهما بنار مكيف قديم داخل صالة متحف الخرطوم الطبيعي الذي لا يرطب ولا يغني من سموم تلفح الوجوه البيضاء التي رضعت من ثدي القمر الياباني البارد اللذيذ، ثم تستظلان بظل ذي ثلاثة ابعاد لا ظليل ولا يغني من سخانة، وتشربان من قارورة مثلجة كانت رفيقة بالقوارير .
جميلة كايابا تشياكي الاكبر سنا قالت للصحافة انها رغم الحر الصي الا انها سعيدة بزيارة وطن المليون ميل مربع وتأمل مقرن النيلين، وقالت انها تعلمت اللغة العربية في معهد متخصص في طوكيو لكنها تتحدثها شوية شوية، اما رفيقتها في الرحلة الميمونة نورا تشياكي فقالت انها سعيدة بكرم اهل السودان وابتساماتهم التي يتصدقون بها في وجه الصديق وعابر السبيل، والتي افتقدتها كثيرا عند زيارتها الاخيرة لعدد من الدول الافريقية والعربية المجاورة والبعيدة، وقالت انها تجد المساعدة في اي مكان حتى قبل ان تطلبها وتجد ايادي العون والمساعدة ممدودة لها تعينها على التجول في شوارع الخرطوم وام درمان رغم انها تتحدث اللغة العربية حبة حبة .
جميلة ونورا تغادران الخرطوم اخر هذا الاسبوع بعد رحلة وجدتا فيها الغريب والجديد، حيث كان خير ختام لها متحف السودان الطبيعي و استمتعا برؤية التمساح العشاري الذي يسبح في بركة صغيرة مع انثاه، وصقر الجديان الذي تم تحنيطه ووضعه وسط مجموعة من العصافير والحمام والاسماك والغزلان، ولعبتا كثيرا مع قرد نسناس صغير قام بتقديم فاصل من الحركات البهلوانية لعله كان مندهشا من تلك الرؤوس المستديرة والعيون الصغيرة والحناء المنقوشة على الطريقة السودانية.
جميلة ونورا التقطتا صورا للذكرى والتاريخ امام جمجمة فيل، وقالت جميلة ان احد اسباب الزيارة كانت رؤية الفيل الافريقي الضخم لان الفيل الوحيد الذي يوجد باليابان في حديقة الحيوانات فيل صغير الحجم، لكن خاب ظنهما فالخرطوم ليست بها حديقة حيوانات تحتضن افيالا ولا حتى زرافا، والفيل الوحيد مات حزنا وكمدا بعد ترحيل حديقة الحيوانات على يد رامبو في القرن الماضي.
الصحافة