تكوين المرأة وطبيعتها الرقيقة والناعمة يؤهلانها فقط للعمل بمهن تتناسب وهذا التكوين ، فالاعمال الشاقة والصعبة تحتاج لعضلات مفتولة ، وتحمل قوة ، ولكن بعض النساء ولجن بعض المهن الحرفية والتي كانت قاصرة على الرجال ، حتى وقت قريب كالتبريد والتكييف والميكانيكا والنجارة وغيرها بإصرار وعناد يفل الحديد ، انعكس هذا الوضع الذي انتزعته المرأة لنفسها على تغير نظرة المجتمع نحوها فبينما كان ينظر اليها في السابق بوصفها مخلوقاً ضعيفاً ( مهيض ) الجناح ويشترط عليها اداء وظائف معينة ومهن محدودة كالتدريس وبعض الاعمال المكتبية تغيرت النظرة لان بعد ( مكابسة ) المرأة للرجل في كل مجالات العمل ، ربما الظروف الاقتصادية وتقسيم الادوار داخل الاسرة الواحدة هي الاسباب المنطقية وكل حواء السودانية تنظر الي ابعد من ذلك وتطمع في مزيد من الفرص والمشاركة في مهن اكثر صعوبة واكثر جرأة كما نرى في هذا الاستطلاع :
إنتصار مجذوب أمدرمان دي ( ميكانيكية ) عديل كده لابسه ( بالطو ) يحمل آثار الزيوت والشحوم التي تستعملها داخل الورشة وامسكت بيدها أحد المفكات وهي تقول : لم أدرس الميكانيكا في معهد او جامعة لكن إكتسبتها بالخبرة والممارسة .. لقد كان لعمي ورشة بالقرب من المنزل ومن ما كنته صغيرة بمشي ليهو واقضي ساعات داخل الورشة وانظر حولى بفضول للاشياء واتاملها مما جعلني احب هذه المهنة ، وعندما كبرت قررت الذهاب الي الورشة للعمل فيها ولم اجد معارضة من احد بالعكس شجعوني على ذلك ، استغرب الناس كثيرا كون فتاة تعمل في ورشة ..!! لكن سرعان ما تقبلوا ذلك بل صار لي زبائن من الجنسين والحمدالله انا مرتاحة ولوخيرت بينه وبين اي عمل فلن اختار غيره ، ولكنها قائلة : للامانة هنالك اشياء احتاج فيها لمعاونين من عمال الورشة مثل حل وربط المفاتيح فهي تحتاج لمجهود عضلي كبير عدا ذلك فانا اجيد عملي وفي نهاية الدوام اذهب الي المنزل متعبة ولكن حامدة وشاكره واحيانا احس بالزهو لتميزي عن غيري في هذا المجال
سماح عبدالله تبريد وتكييف تقول لا اتهيب اي شئ في عملي ، بل اسعى اليه اينما يكون ثم ارجع للاستقرار في كاني الذي يحمل لافتة اسمي كاملا فهي هدية من والدي قدمها لي عندما وجدني مصممة على افتتاح الدكان ، لا اعتقد ان نوع هذا العمل معيب او يقلل من المكانة الاجتماعية فهو بالعكس يعتبر طفرة نسوية ويضاف الي رصيد المرأة في سبيل الحصول على حقوقها
صحيفة حكايات