بائعات الشاي شريحة تمددت فى كل الشوارع وصارت تعلن عن وجودها بين كل زقاق صار بيع الشاي مهنة لآلاف السودانيات اللائى اجبرتهن الظروف المادية القاهرة للنزوح نحو المدينة والاسباب تتفاوت بين الحروب والعوامل الطبيعية فولجن الشارع العام وكانت مهنة بيع الشاى .
ان اغلب منسوبات هذه المهنة من المطلقات والارامل اللواتي لم يحصلن على مؤهل علمى يمكنهن من مزاولة مهنة اخرى .الصحافة التقت بعدد من بائعات الشاى اللائى شكون ضنك المعيشة بجانب ارتفاع الوقوع في براثن الفقر الذى اضطرهن للخروج والجلوس فى الطرقات وتقبل الاهانات على مضض حتى يتسنى لهن توفير الضروريات لتربية ابنائهن .
حبيبة عبد الله رمضان وهى سيدة فى العقد الرابع تجسد حالة الفقر المدقع التى تعيشها .. كان يجلس بالقرب منها ابناؤها الذين يلهون ويمرحون فى الشارع غير مدركين لواقعهم وحالة المثغبة المحيطة بهم والام تتصدى وحيدة للمتاعب حتى توفر لهم لقمة العيش الكريم. حدثتني بصوت تشرب بالأسى ان الظروف القاسية هى التى اجبرتها لامتهان بيع الشاى الذى بدأت العمل فيه منذ خمسة عشر عاما عقب وفاة زوجها فى احدى الصدامات القبلية واشارت حبيبة الى ان العائد المادى الذى تدره من بيع الشاى لا يكفى لسد الرمق ومجابهة المستلزمات المعيشية المتزايدة .
مريم سعيد محمد سيدة في الخامسة والأربعين عاما تعمل بالسوق العربي قالت انها تمتهن بيع الشاي منذ ست سنوات عقب انفصالها عن زوجها ولها من الابناء ستة اطفال في مختلف المراحل الدراسية ولا يوجد من يعول ابناءها بعد اختفاء الاب فلم تجد مناصا من الخروج للعمل ولما كانت تفتقر للمؤهل الاكاديمي قررت العمل في بيع الشاي حتى تقي اطفالها الكثير واضافت مريم ان شريحتها لم يطالبن باكشاك تقيهن من اشعة الشمس الحارقة لان الاكشاك يعني دفع الرسوم وفتح طاقة لا قبل لهن بها لان ما يعود يكفي بالكاد لمتطلبات المأكل والمشرب والايجار واضافت مريم انها تعيش فى ظروف قاسية مطالبة السلطات المعنية بترك شريحتهم فى حالها وعدم التعرض لهن من خلال الكشات التى تقوم بين كل فترة واخرى بمداهمتهن و تسبب لهن الكثير من المتاعب من خلال شراء مستلزمات الشاى واوانيه مرة اخرى الامر الذى يشكل عبئا ماديا اضافيا.
من جانبها قالت عائشة آدم وهى فى مقتبل العمر وأنثى ان وفاة والدها ارغمتها على بيع الشاى ولما كانت الكبرى بين شقيقاتها فقد قررت التضحية بمستقبلها الاكاديمى من اجل اسرتها في ظل عدم وجود اخ يتحمل المسئولية واضافت عائشة انها لم تجد مهنة اخرى تمتهنها سوى بيع الشاى في وقت يواجه فيه الحاصلون على مؤهلات علمية البطالة واوضحت عاتشة انها وشريحتها يتعرضن للكثير من المشاكسات والمضايقات مؤكدة انها لو حصلت على فرصة عمل آخر لما امتهنت بيع الشاى الذي يضطرها للتعامل مع كل الناس سواء أكانوا ذئابا بشرية او بشرا … تركت عائشة وهى تندب حظها العاثر الذى جعل من الشارع مصدر رزق لها بدل عن مكوثها فى منزل ذويها عزيزة مكرمة لا يدوس احد لها طرفاً.. فى ذات السياق قالت حواء ابوبكر وهي في العقد الخامس و تعمل ببيع الشاى منذ عشرة اعوام ان السبب وراء بيعها للشاى يرجع الى الحرب بدار فور ونزوحها هى وابنائها الى الخرطوم واضافت حواء ان منسوبات شريحتها يعانين كثيرا من التعامل مع بعض المواطنين الذين وصفتهم بالذئاب البشرية الذين يستغلون ضعفهم وفقرهم لمآرب اخرى غير آبهين بالظروف التي قزفت بهن الى الشارع والتي تتمثل في توفير لقمة العيش لابنائهن حتى لايتعرضوا للتسول وسؤال الناس
الصحافة