استقر به الحال أخيراً في حراسة عمارة تحت التشييد صعب على صاحبها اتمامها ولا يرغب في بيعها تجاور هذه العمارة فيلا فاخرة لرجل من (الكبارات) مالاً وجاهاً وزوجته امرأة مرموقة في المجتمع..ولا أطفال لهم ظل هذا الرجل (الكبارة) في حالة مراقبة لعمل صابر وهو على بساطة رزقه يمتلك مملكة من دفء الأبناء والبنات يتحاومون حوله في لوحة حياة ممزوجة بكل أطياف الإحساسات السعادة بعزوة العدد.. الخوف من ضيق اليد.. الأمل في الله والرجل الكبارة يستيقظ باكرا ليراقب إيقاع حياة عمك (صابر) حفظ طقوس شرابهم للشاي التي تبدأ بتلقيط الأوراق من الشارع لتلهيب الفحم وتنتهي بشراب شاي أحمر (حاف) كل الأسرة في دائرة لمة مغرية للحديث تحت ذلك الظل ثم يخرج عمك الكبارة من الشرفة الى خارج المنزل ويمتطي الفارهة ويمر يومه ليعود مرة ما بين العصر والمغرب ليتوارى خلف الشباك والستائر ليراقب أسرة عمك صابر وهم يجتمعون لوجبة الغداء والعشاء ما بين العصر والمغرب ويتخذون فضاء العمارة محفلاً لذلك.. يشتم عمك الكبارة رائحة تحمير البصل كأنه لم يذق طعمه من قبل يقاوم رغبته الداخلية في النزول ومشاركتهم تلك الوجبة وذات مرة كانت زوجته وخادمتها خارج المنزل تعمد للنزول والمرور أمام أسرة عمك صابر ليدعوه لوجبتهم فاستجاب وتحققت رغبته الدفينة في مشاركتهم ذلك الملاح الذي ظل يشتم رائحته لزمن طويل ولكنه اليوم تذوق طعمه وأحس أنه أجمل ما تذوق من طعم.
آخر الكلام:
عمك (الكبارة) جرت قدماه على أسرة عمك صابر وزوجته تضطر لتحريك صاحب العمارة المجاورة لطردهم خاصة وأن أسرة صابر تستقبل مولوده العاشر…أمسكوا الخشبة!!!
سياج – آخر لحظة الثلاثاء 01/12/2009 العدد 1193
fadwamusa8@hotmail.com