السودان مقراً للوكالة الإقليمية لمراقبة السلامة الجوية

في خطوة تعكس حضور السودان بفاعلية في فضائه الأفريقي، توافد إلى البلاد في اليومين الماضيين ممثلون من الوزن الثقيل في مجال الطيران المدني، جاءوا إلى الخرطوم من مصر وأثيوبيا وأريتريا والصومال وجيبوتي للمُشاركة في الإجتماع التأسيسي للوكالة الإقليمية لمراقبة السلامة الجوية في منطقة شمال وشرق أفريقيا الذي اتخذ من فندق السلام روتانا مَسرحاً له.
كان ذلك نهار أمس، وعندما حَانت ساعة الإفطار، كان قادة العمل الإعلامي بالبلاد يقتسمون بمنتجع الساحة البنانية مع مُديري الطيران المدني بدول شمال وشرق أفريقيا، إفطاراً رمضانياً تَمّ الإعداد له بشئٍ من الترتيب، المتقن، كَمَا رُتب للقاء التنويري بعده، الذي خصص لما دار فيه وأفضى إليه من مخرجات.
أفضى الإجتماع إلى إعلان الموافقة بالإجماع على ترشيح السودان مقراً للوكالة الإقليمية وتفويضيه لاتخاذ الإجراءات والتدابير الإدارية اللازمة مع المنظمة الدولية للطيران المدني لإكمال متطلبات التأسيس.. هذا بعض مما قاله رئيس الإجتماع المهندس محمد عبد العزيز المدير العام لهيئة الطيران المدني، وقال كذلك إنّ السلامة الجوية مسؤولية مُشتركة بين كل الدول، وأشار إلى أن الإجتماع يُصب في خانة تعزيز العمل الفني المشترك بين دول الإقليم ويؤكد أنّ السودان حاضر ومرغوب فيه كشريك في الأنشطة المختلفة.
ما لم يقله المهندس محمد عبد العزيز حينها، أنه كُلِّف شخصياً من الدول المشاركة لمخاطبة المنظمة الدولية للطيران المدني وتقديم طَلب بالنيابة عنهم بالمساعدة في مجال تأسيس وإعداد الوثائق والمراشد اللازمة والمواد الموجهة لقيام الوكالة.
وفي اللقاء التنويري ذاته، تحدّث السيد هايلي بيلاي مدير برنامج السلامة في أفريقيا والسيد محمد رضا خونجي مدير مكتب الشرق الأوسط في الهيئة العالمية الذي بادر بشكر الحكومة السودانية لاستضافتها الإجتماع، وأشاد بما خَرَجَ به نتائج وصفها بالمهمة والمثمرة لأفريقيا والأقاليم المجاورة لها.
ومهما يكن من أمرٍ، فإن انعقاد الإجتماع التأسيسي للوكالة الإقليمية لمراقبة السلامة الجوية في منطقة شمال وشرق أفريقيا، قد اشتمل على الكثير من الحديث الفني الذي يعني المختصين بالدرجة الأولى، لكن في مقابل ذلك، بعث بإشارات تطمينية لدى الجميع بأنّ قضية السلامة الجوية تجد اهتماماً فوق المعدل من الدولة التي تقود مثل هذه المبادرات الفنية والأمنية الجريئة في مجال السلامة الجوية غير آبهة بما يرشح من أحاديث تبخيسية وغارقة في التسييس في هذا المجال حسبما ما رشح أخيراً من الاتحاد الأوروبي.

الراي العام

Exit mobile version