للصبر حدود

[ALIGN=CENTER]للصبر حدود !! [/ALIGN] * برغم كل ما نسمعه من تصريحات وتحذيرات وقرارات بعدم حرمان التلاميذ من الجلوس للامتحانات بسبب الرسوم، يأبى الواقع إلا أن يكذب ذلك ويكشف (سوءة) الحال فى مدارسنا وهيمنة البعض على مصائر ومستقبل البسطاء من هذا الشعب الكريم الأبي ويحرم ابناءهم عمدا مع سبق الاصرار والترصد من التعليم وهي جريمة لا تقل بأي حال من الأحوال عن القتل .. فماذا نسمي من يحرم طالبا من الامتحان بسبب الفقر ويسبب له عقدة نفسية ويدمر مستقبله؟ .. وماذا يمكن أن نطلق على هذه الجريمة إن لم يكن القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد؟ .. بل هي أفظع وأفدح كثيرا من القتل ويستحق مرتكبها الشنق في ميدان عام ليكون عظة وعبرة لغيره من المجرمين !!
* (جمانة) .. الطالبة في مدرسة البراري حرمت من الجلوس للامتحان بسبب الرسوم التي تبلغ (خمسة) جنيهات رغم أنف وزارة التربية والتعليم وقراراتها وتصريحاتها وتحذيرات وزيرها المتكررة!!
* لم تقدر المدرسة أنها يتيمة الأب الذي بذل كل عمره في خدمة الدولة ثم رحل نظيفا عفيفا ولم يترك وراءه شيئا مثل كثيرين غيره من أبناء هذا الشعب الصابر الكريم الذي تهب عليه رياح الظلم من كل جانب ولا يعرف بمن يحتمي .. ولولا صبره وايمانه وتمسكه بالله والأمل .. لتمزق قبل وقت طويل !!
* ولم تقدر .. أن الأم المكافحة البسيطة تعول عددا من الأبناء والبنات لتوفر لهم وجبة الغداء المتواضعة وتتمزق ألما وهى تراهم يذهبون الى المدارس بدون إفطار ولكنها تأبى أن تمد يدها لأحد لأنها تنتمي للشرفاء الكرماء من هذا الشعب الذين يفضلون الموت من الجوع على لقاء الخالق يوم الجمع وليس في وجههم مزعة لحم !!
* وليت المدرسة اكتفت بذلك .. ولكنها فرضت على (جمانة) بسبب عدم ارتفاع مستواها أن تسجل للجلوس لامتحانات الشهادة من مقاعد اتحاد المعلمين بعد تسديد رسوم قدرها (150) جنيها وذلك كي تخدع نفسها والمواطنين ووزارة التعليم بارتفاع مستواها المزيف وتتباهى بذلك في أجهزة الاعلام عند ظهور النتيجة العامة للامتحانات !!
* تخيلوا الى اي مدى وصل الظلم والقسوة والزيف لدى البعض في بلادنا .. طالبة تعجز عن دفع (5) جنيهات وتحرم بسبب ذلك من الجلوس للامتحان التجريبي، فتطالبها المدرسة بدفع (150) جنيه للجلوس لامتحان الشهادة.. كيف يدعي الذين يفعلون ذلك أنهم مدرسون ومربون؟ .. وكيف نأتمنهم على مستقبل الاجيال القادمة؟ .. والى متى يصبرالناس على مثل هذه الممارسات ؟!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 23 نوفمبر، 2009

Exit mobile version