الفكرة تبدو غريبة نوعاً ما، ففيما يتحدث الجميع هذه الأيام عن الوحدة الجاذبة، كان هناك من يتحدث بمعقولية أكثر عن الوحدة الزوجية الجاذبة، وهي وحدة باتت تعترضها الكثير من المشاكل والعقبات،كوحدة البلاد تماماً.
وعلى خلفية ذلك، إنبرت منظمة حديثة التأسيس إتخذت من الأسرة السعيدة اسماً لها للإضطلاع بهذه المهمة، مهمة العمل على إستقرار الأسر ونشر الثقافة الزوجية، وذلك لتحقيق حزمة أهداف منها: نشر الوعي بالحقوق الزوجية، والمساهمة في توعية الأسر في المجالات الصحية والنفسية والتربوية والشرعية، إلى جانب التوعية بأسس معاملة شريك الحياة ومفاتيح الحياة الزوجية.
تلك، كانت بعض ما أستوقفني بمنبر سونا الذي خُصِصَ ظهيرة أمس لمنظمة الأسرة السعيدة للحديث عن برنامجها لشهر رمضان الذي إشتمل، حسب النعيم عثمان حامد المدير التنفيذي للمنظمة، على سلسلة من الدورات التدريبية للعاملين بديوان الضرائب والتأمين الصحي بواسطة أساتذة ومختصين في مجال الأسرة. وأشار إلى أنهم يعملون على إرشاد المتزوجين والراغبين في الزواج في المجالات التثقيفية والإرشادية وتوعيتهم بحقوق وواجبات الحياة الأسرية وقبل ذلك، توعيتهم بأسس إختيار شريك الحياة والتوافق بينهما بما يحقق إستدامة الأسرة.
مما قاله النعيم حينها، إن شعارهم هو الوحدة الزوجية الجاذبة، وأنهم يعملون على منح رخصة لقيادة الحياة الزوجية حتى تلحق بها صفة «السعيدة» بعد أن إبتعدت عن الكثير من الزيجات أخيراً.. وقتها، همس أحد الصحافيين في أذن صديقه بسؤال مفاده: وهل تحتاج الحياة الزوجية إلى رخصة كذلك؟ إلا أن ذلك الهمس تجاوز فيما يبدو ذلك الصحافي، للمنصة. فجاء الرد منها على هذا النحو: «نعم الحياة الزوجية محتاجة إلى رخصة، بل رخصة كبيرة (كمان) نظراً للمطبات التي تحتاج لتفاديها، مهارة خاصة».في ذات المنبر، دفع د. معاذ شرفي إختصاصي الصحة النفسية للأطفال والشباب بإحصائية مخيفة عن نسبة الطلاق في البلاد الذي تم بواسطة المحاكم فقط، غير ذلك الذي يتم خارجها، فقد قال إن إحصائية أُجريت في 2007م / 2008م كشفت عن (26) ألف حالة طلاق إستلموا جميعاً أوراقهم من المحاكم. وعزا شرفي أغلب حالات الطلاق إلى عدم تربية الأزواج منذ الصغر على فن الحوار وثقافة حل المشكلات، حيث تركز تربية أغلب الآباء لأبنائهم على الثواب والعقاب وتنميتهم من حيث الكم، دون أن يكسبوهم المهارات المطلوبة في الحياة، وهو ما يجعل الكثير من الآباء ينتظرون حصاد المنقة، في وقت لم يزرعوا فيه غير اللالوب-حسب شرفي.
صحيفة الراي العام