انتهت … فضوها سيرة ..!!

[ALIGN=CENTER] انتهت … فضوها سيرة ..!! [/ALIGN] ** أخيرا ، هدأت النفوس في صحف مصر والجزائر ..و السودان أيضا .. إلا من فئة قليلة لاتزال تسئ إلي نفسها ومهنتها بمظان أنها تسئ للآخر، جزائرا كانت هذا الآخر أو مصر أو السودان ..وهي الفئة التي يجب تجاهلها تماما ، لكي لا تحدثها نفسها بأنها ذات قيمة ، أو بأن كتاباتها ذات وزن وتأثير ..فلندع تلك الفئة الجاهلة تتقيأ حقدا وكراهية على صفحات الصحف ، وهي لم تعد تمثل إلا ذاتها ، وهي حرة في أن تمثل بنفسها الأمارة بساقط الحرف والكلمة ، بحيث إن كل عقل ويراع – كما الإناء – بما فيهما ينضحان ..!!
** تلك الفئة ليست مهمة ، فالمهم أن أقلام الوعي بدأت تظهر منذ السبت الفائت في صحف الدول التي تشاجرت حتى سالت على جوانب شجارها الشتائم والإهانات وحرق الأعلام ، وكل هذا من أجل الكرامة أوكما يخدعون أنفسهم وأوطانهم وشعوبهم..تأمل صديقي القارئ ، كرامة الأوطان والشعوب تقزمت في مخيلتهم بحيث صارت بحجم ووزن ( كرة قدم ) ..فأبشري بطول إحتلال يا إسرائيل ، إن كان هذا بعضا من الوعي العربي ..وليت ( الصحف العربية ) بجانب شتمائمها المتبادلة ، تفسح مساحة لما تكتبه ( الصحف العبرية ) في هذا الحدث .. إنها تسخر ، لا من الدولتين فحسب ، بل من كل الدول العربية ، ولم تتردد في وصف الأزمة ب ( أزمة الحمقى ) ..!!
** وبالمناسبة ..أي للتوثيق ولكي لاننسى .. كان ولايزال وسيظل الأستاذ مصطفى بكري – عضو مجلس الشعب ورئيس تحرير صحيفة الأسبوع وأحد دعاة الوحدة العربية – كبير الساقطين في امتحان تلك المباراة وأحداثها ، بحيث جرفه الغثاء الإعلامي ورماه في قاع البؤس مع البؤساء ..ولاتزال صحيفته تخدع نفسها بمظان أنها تخدع الشعب المصري ، وتضحك على ذاتها بمظان أنها تضحك على الرأى العام العربي ، وتزعم بأن السودان والجزائر تآمرا ضد المنتخب المصري ..تأمل ، هكذا كان ولايزال خطاب مصطفى بكري ، أحد دعاة ( القومية العربية ) ..وشكرا للمباراة وأحداثها المؤسفة ، فمن إيجابياتها أنها أسقطت الأشجار اليابسة ، والتي كان يحسبها البعض الغافل خضراء وذات ظلال وثمار ..وكذلك أظهرت لنا المعادن الأصيلة للبعض الأصيل ، الأخ هانئ رسلان أحدهم، وكذلك الأخت أسماء الحسيني ، لهما الود والتقدير وهما يضيئان شموع الحقيقة في صحف الظلام التي ظلمتنا ..!!
** المهم ..مع عودة العقل والرشد إلي الصحف ، يجب أن نتجاوز المآسي تجاوزا لاينسينا أن نستلهم منها الدروس والعبر ، وهي كثيرة ، ولكن أهمها هو : أن عقول الشعوب الأفروعربية بعيدة جدا عن التفكير في قضاياها الإستراتيجية ..إحصائيات الفقر والأمية التي تتراكم فوق بعضها لا تستفز جمعا حتى يغضب..تقارير الفساد التي تلطم الوجوه على مدار العمر العربي ، لاتحرك ساكنا نحو التظاهر..سيول الجهل والمرض التي تغمر المجتمعات لا تجد طريقا الي عقول النخب الشتائمية ،بحيث تؤدي إلي تحريض تلك المجتمعات ضد تلك السيول ..و..!!
** و لا حتى الأنظمة التي أنانيتها وأحاديتها تكتم أنفاس الناس وتراقب حتى أحلامهم ، تدفع تلك العقول الي التفكير في تغيير الحال ..كل هذا لم يعد هما عربيا ، ولا مهما عند الشعوب الأفروعربية .. ولكن المهم جدا – كما تجلى للدنيا والعالمين – هو : مباريات كرة القدم ..ثم تخدير العقول بنتائج تلك المباريات .. هكذا يريدون للعقول الأفروعربية ، يريدونها مخدرة ونائمة ( نوم أهل الكهف ) ..والعقول التي تخدرها أهداف كرة القدم ، غير مؤهلة للبحث عن أهداف آخرى .. أي : لن تبحث عن أهدافها الإستراتيجية الضائعة والمهضومة والمنتهكة من قبل ولاة أمر ( إعلام التخدير ) ..أو هكذا الدرس المؤلم الذي قدمته تلك المباراة للناس في الحياة ..!!
** على كل حال .. انتهت المباراة، ويجب أن تنتهي آثارها من صحفنا .. باختصار كده : فضوها سيرة يا عرب .. هذا ، أو : نحن في السودان يجب أن ( نفضها سيرة ) .. فهناك ماهوأهم من ( ضربونا ، بهدلونا ، طاردونا ، دشدشونا و…و..غيرها من الثكلي ) .. ولا أنا غلطان ..؟
إليكم – الصحافة الثلاثاء 24/11/2009 العدد 5897
tahersati@hotmail.com
Exit mobile version