«لعنة» العراق .. ضرب بلير بالحذاء على غرار حليفه بوش

ر غم أن العقاب تأخر بعض الوقت ، إلا أن «لعنة» العراق أصابت أخيرا بلير وبنفس الطريقة التي واجهها حليفه بوش من قبل مع اختلاف بسيط وهو أن أيرلندا كانت بطل الواقعة هذه المرة وليس منتظر الزيدي .
وخلال احتفاله بالكتاب الذي ألفه بعنوان «رحلة» ويحكي فيه قصة حياته ، فوجيء بلير أمس السبت بمجموعة من المناهضين للحرب في أيرلندا وهم يقومون بإلقاء البيض والأحذية عليه خلال زيارته لدبلن .
ووفقا لمصادر مطلعة في أيرلندا ، فإنه جرت أيضا مواجهات بين متظاهرين والشرطة بسبب محاولة بعض المحتجين دفع حاجز حديدي يفصلهم عن بلير لكي يقوموا بالهجوم عليه أثناء احتفاله بكتابه الجديد .
واللافت للانتباه أن الانتقام من بلير لم يقف عند ما سبق ، فمنذ قيامه بطرح كتابه بالأسواق في مطلع سبتمبر ، وعاصفة الغضب لم تهدأ تجاه هذا الأمر ، حيث أكد المحللون أن الكتاب لم يحمل جديدا سوى تكرار مواقف بلير وتصوراته لفترة حكمه وخاصة فيما يتعلق بتبرير مزاعمه حول غزو العراق .
هذا فيما سارع بعض مناهضي الحرب إلى بدء حملة إليكترونية ضد الكتاب تطالب المكتبات بتغيير طريقة عرضه ووضعه في قسم الجريمة .
ففي تقرير لها أمس ، ذكرت صحيفة «الديلي تليجراف» أن مئات الأشخاص أسسوا مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت «فيسبوك « تطالب بنقل كتاب بلير من قسم السير الذاتية وعرضه في قسم الجريمة بالمكتبات بسبب دوره في غزو العراق .
ويبدو أن الاستجابة للدعوة لم تتأخر كثيرا ، حيث كشف بعض أصحاب المكتبات أنهم اكتشفوا نقل الكتاب إلى أقسام غريبة مثل قسم «قصص الأوهام» وقسم «الجريمة» ، بل إنه بمجرد طرح المجموعة على «فيسبوك « انضم إليها عشرات الأشخاص فورا وبعضهم من الشباب غير الناشطين سياسيا أصلا.
وبجانب ما سبق ، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن يوان بوث وهو «ممرض» من أوكسفورد عمره 24 عاما وأسهم في تأسيس المجموعة على فيسبوك القول :» لقد وجدت هذه الطريقة المناسبة للاحتجاج السلمي ضد بلير ، لست ناشطا لكني فقط ناخب لا يزال مغتاظا من قدرته على الكذب على الشعب البريطاني يوما بعد يوم والآن يكسب مالا من هذا الكذب أيضا».
وكان بلير البالغ من العمر 57 عاما ردد في مذكراته التي عرضها في كتاب «رحلة» والتي تغطي فترة توليه منصب رئيس الوزراء من 1997 إلى 2007 المزاعم ذاتها حول غزو العراق حيث أصر على صواب قراره بإشراك بلاده في الحرب ، قائلا : «الوقوف ساكنين كان سيشكل خطرا أكبر على أمن بريطانيا من القضاء على نظام صدام حسين».

الصحافة

Exit mobile version