انتقدت هيئة علماء السودان الاصوات المطالبة بإجراء تعديلات على قوانين تقترحها مفوضية غير المسلمين، ودعت الهيئة كافة منسوبيها لاجتماع طارئ لبحث اربع نقاط تتعلق بحقوق غير المسلمين.
واعتبر الامين العام لهيئة علماء السودان البروفيسور محمد عثمان صالح، ان اية محاولة لإدخال تعديلات جديدة على حقوق المسلمين تعد خروجا على اتفاقية نيفاشا وذريعة لنشر الفوضى والفساد الاخلاقي.
وسارعت الهيئة لدعوة كافة منسوبيها الى اجتماع طارئ للرد على الاربع نقاط التي أثارها اجتماع سلفاكير برئيس مفوضية حقوق غير المسلمين.
وكشف محمد عثمان صالح لـ»الصحافة» امس عن اجتماع آخر لهيئة علماء السودان مع اجهزة حكومة ولاية الخرطوم الاثنين المقبل في ذات الموضوع، مشددا على أن التعديلات ان حدثت ستترتب عليها نتائج سيئة للغاية.
في غضون ذلك، دعا الامين العام لهيئة شؤون الانصار، عبدالمحمود ابو، الى اهمية خلق توازن بين النص الشرعي والواقع الظرفي الذي يمر به السودان عند تطبيق الاحكام.
وأبان ابو في حديث مع «الصحافة» ان القضية بها كثير من التعقيدات لكونها تحمل تداخلا بين القضايا السياسية والشرعية.
في ذات السياق، اعلنت المفوضية الخاصة لمراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية عن تشكيل لجنة من المفوضية للنظر فى تعديل بعض القوانين التى قد يتضرر منها غير المسلمين، ورفع توصياتها الي الجهات المختصة المناط بها تعديل هذه القوانين.
وقال قاضي المحكمة العليا ورئيس اللجنة العدلية بالمفوضية، سر الختم صالح، في تصريح صحفي امس ان اللجنة شرعت في الاطلاع على القوانين السارية التي تحتاج لبعض التعديل في موادها، مشيرا الى اربع مواد ذات صفة دينية سيطالها التعديل خاصة المادة المتعلقة بإقامة الحفلات والتي تقرر تمديدها لغير المسلمين، وعدم التقيد بإنهائها عند الحادية عشر مساءاً.
واضاف انه تم السماح لغير المسلمين بإقامة الحفلات الغنائية والمسرحية اثناء صلاة الجمعة اذا كان الاحتفال غير مقصود به التشويش على الصلاة، مشيراً الى ان اللجنة تطرقت الي المادة 21 الخاصة بالمحال التجارية اثناء صلاة الجمعة، وقررت استثناء المحال التي يديرها غير المسلمين بفتح ابوابها اثناء الصلاة، بجانب السماح لهم بفتح محال المأكولات والمشروبات اثناء شهر رمضان.
واكد صالح تقبل المفوضية للنقد والآراء البناءة التي تدعم الوحدة والتعايش الديني في المجتمع بعيداً عن التهكم على عمل المفوضية، مبينا ان المفوضية لا تدعو المسلم لترك اسلامه او المسيحي للتخلي عن مسيحيته او تعطيل الشريعة في العاصمة، او التخلي عن كريم السلوك الحضاري المتوارث السائد منذ القدم.
واشار الى العلاقة الحميمة التي تربط اصحاب الديانات والمعتقدات المختلفة داخل البلاد.
الصحافة