شهدت ولاية الخرطوم فى السنوات الماضية ضعفاً فى الاستعدادات لموسم فيضان النيل وارتفاع مناسيبه مما أدى لحدوث العديد من الكوارث بالولاية حيث دمرت الفيضانات النيلية المئات من المنازل خاصة فى المناطق الطرفية وتشريد اهلها فى العراء تماما،وكان المواطنون خاصة الذين يقطنون فى المناطق المتاخمة للنيل يتبعون الطرق البدائية من (جوالات الخيش ) واقامة السدود الترابية وغيرها فى مكافحة التدفقات القوية لمياه النيل نحو منازلهم،ولكن يبدو أن الحكومة الحالية بقيادة د. عبدالرحمن الخضر والى الخرطوم استفادت من الدروس السابقة لفيضانات النيل واستشعرت خطورة الموقف رغم القصورالذى إعترى جانب الاستعدادات بالتأخر بعض الشئ فى توفير آليات الشفط وتفعيل غرف الطواريء المركزية،باعتراف الوالى نفسه الذى قال ان الزيادة المستمرة فى منسوب النيل تتطلب من الولاية المزيد من الاستعدادات،كما أثرت فيضانات النيل على بعض المناطق الطرفية خاصة المساكن العشوائية،بجانب التأثير المحدود على الكبارى والجسورالمشيدة على شارع النيل،رغم نفى مدير هيئة الطرق والجسورالمهندس احمد قاسم الذى أكد عدم تأثر اى كبارى مشيدة على شارع النيل بالفيضانات نتيجة ارتفاع معدلات المناسيب، مشيرا الى أن الشركات المنفذة تمكنت من اقامة جسور واقية لحماية الكباري مهمتها العمل على تثبيتها طوال اليوم .
ودفعت الخطورة المتصاعدة فى مناسيب النيل هذه الايام بالخرطوم والى الخرطوم الى القول: إن ارتفاع معدلات منسوب النيل قفز الى ارقام اقتربت من معدلات فيضان العام 1946م، الا انه اكد استعداد الولاية التام لمحاصرة اى معدلات عالية فى المناسيب عبروضع جميع الآليات المتوافرة للحكومة في حالة استعداد تام،بجانب تفعيل غرفة عمليات الولاية المركزية والغرف الفرعية بالمحليات التى تعمل على مداراليوم لمعرفة أى مناطق متأثرة وانقاذها،ولكن رغم الحديث عن جاهزية الولاية لفيضانات النيل عاد التخوف مرة اخرى من ارتفاع معدلات مناسيب النيل حيث اقراجتماع لغرفة طوارئ الخريف بالولاية بمشاركة الدفاع المدنى برئاسة الوالى نفسه بحث موقف الامطار ومناسيب النيل قبل يومين بان الخرطوم لا تزال تواجه الخطر، حيث قال اللواء عبد اللّه عمرالحسن مدير شرطة الدفاع المدني بالولاية فى تصريحات بعد الاجتماع ان احصائيات الري وهيئة الارصاد الجوىة لمناسيب النيل بالولاية تؤكد انها لا تزال في مرحلة الخطر.
ولكن المهندس عماد فضل المرجى – أمين امانة التخطيط بوزارة التخطيط العمرانى بالولاية قلل من الحديث عن ان الولاية لاتزال تواجه خطورة حقيقية بسبب ارتفاع مناسيب النيل،مؤكدا استعدادها التام لمواجهة اي اخطار قد تنجم عن ارتفاع مناسيب النيل.
وقال فضل المرجى فى حديثه لـ (الرأي العام) ان الولاية اتخذت كافة التحوطات لمحاصرة المياه الناتجة عن فيضان النيل من خلال التفعيل المبكر للغرفة المركزية والغرف الفرعية بالمحليات، بجانب توفيرجميع الآليات التى من شأنها وصد خطورة الفيضانات على المبانى المتاخمة للنيل من طلمبات شفط وغيرها، نافياً بشدة الحديث عن تباطؤ الولاية فى الاستعدادات للفيضانات،وقال هذا حديث عارٍ عن الصحة، إلاّ ان فضل المرجى أبدى تخوفه من ان يؤدى الارتفاع المستمرفى مناسيب النيل هذه الايام فى الثأثير على منازل المواطنين القاطنين بالقرب من النيل وناشدهم بضرورة التبليغ الفورى فى حالة حدوث اية خطورة.
وأكدت محلية الخرطوم على لسان منسق غرفة الطوارئ بالمحلية المهندس الفاتح الصادق اتخاذ الاحتياطات كافة التى من شأنها درء أخطار اى فيضانات قد تحدث فى المناطق المختلفة بالمحلية، بجانب تفعيل الاحتياطات البدائية من خلال انشاء التروس والردميات الخرسانية.
تقرير:عمار آدم
الراي العام