درج السودانيون الاقباط على اقامة مائدة سنوية مفتوحة فى رمضان لأهل السودان تواصلت لعقدين من الزمان، ودائماً يشرفها الرئيس عمر البشير ويحرص على حضورها ويبث منها رسائل التعايش والتنوع السوداني، وكان افطار الاقباط بالنادي القبطي بالعمارات امس الاول والذي شهده لفيف من الشخصيات السياسية، والتنفيذية، وعدد من الوزراء، اقل ما يوصف به انه جمع القلوب والارواح بين مختلف الطوائف على وحدة السودان أرضاً وانساناً.
ولم تخل رسالة البشير في مخاطبته الحفل من ارسال اشارات تجمع بين السياسة ومداعبة الوجدان السوداني ودعوته لخيار الوحدة في عملية الاستفتاء المقبل والذي يشكل المنعطف الخطير في تاريخ الامة السودانية، وطالب حكومة الجنوب وقادة الحركة الشعبية بإتاحة الحريات للمواطن الجنوبي في التعبير عن رأيه في الاستفتاء المقبل، وقال ان المواطن دون شك سيختار الوحدة طائعاً إذا توافرت الحريات، وبعث الرئيس برسالة مفادها الاعلان عن حملة واسعة لحزبه يقودها في الجنوب للتبصير بالوحدة والانفصال، وأضاف: سننقل نشاطنا كله للجنوب، وتابع هذا حق مكفول لكون السودان مازال موحداً، وأضاف: إذا كان بعض إخواننا في الجنوب ينظرون لغير ذلك (الانفصال ) فهذا لا يعني أن نتنازل عن حقنا في الجنوب، وذكر البشير بأن اتفاقية السلام الشامل ألزمت الطرفين بمقرراتها والسعي معاً لأجل الوحدة الجاذبة، وقال: حال تعذر المبتغى (الوحدة)، فإنّنا لن نكف عن السعي لها بالوسائل المشروعة، واكد إنّ خيار السلام كان هدفاً استراتيجياً لحكومته منذ البيان الأول، وزاد: خبرنا الصراع والاقتتال وأدركنا أن نتيجتها الخراب والدمار، وأشار البشير إلى أن أهل السودان دائماً موحدون، ولكن الشيطان نزغ بينهم في مواقع عديدة، وعَوّل على أهلية شعب البلاد في حل القضايا، وزاد: مهما كثرت المشاكل فإنّ النهاية برلمان الشجرة هو الجدير بحلها، وقال: (لكن الخوّة الحلوة بتجي بعد الدواس)، وجدد التزامه باتفاقية السلام الشامل وقال نلتزم بها لأننا أصحاب عهود. واشار الى ان ادارة اقليم الجنوب منذ فترة ما بعد الاتفاقية كانت شبه ذاتية حتى جعلته اشبه بالدولة الجارة ما يعني تنفيذ الاتفاقية.
وفي المقابل نفى الرئيس البشير بشدة أن يكون تطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال يجعل من المواطن الجنوبي درجة ثانية بحسب الاشاعات السياسية التي يرددها اصحاب الغرض في تحريض المواطن الجنوبي بان يكون خياره في صناديق الاستفتاء الانفصال، وأكد أن رئاسة الجمهورية لم تتلق حتى الآن شكوى واحدة بشأن انتقاص حقوق غير المسلمين بالعاصمة خاصة وان الاتفاقية عبر مفوضية مراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية التي يتولى رئاستها السيد جشوا داو ديوا الجنوبي، وشدّد بأن الحقوق تأتي بالمواطنة فقط وليس على الاساس العرقي والاثني. وعبر البشير عن شكره وتقديره للسودانيين الاقباط ، ووصف اللقاء بانه يعبر عن حقيقة الشعب السوداني بترابطه دون فواصل، وقال: هذا هو السودان في محبته بين جميع افراده وطوائفه، واستعرض الآيات القرانية الدالة على ان المسيحيين والمسيحية راسخة في القران، وختم البشير اللقاء متمنياً ان يرث ابناء السودان بلادهم موحدة كما وجدناها.
من جهته قال د. أزهري التيجاني وزير الإرشاد والأوقاف أن اتفاقية السلام الشامل كانت ذات مقاصد خيِّرة لكونها أوقفت الحرب والدمار التي استمرت زهاء الخمسين عاماً، وأضاف: لا يُمكن أن نعمد في نهاية المطاف إلى تمزيق البلاد، ودعا القوى السياسية كَافّة إلى الاستلهام بالإيمان للوحدة والتسامح والابتعاد عن الاستقطاب السياسي المبني على الحزبية الضيِّقة وشُح النفس. الى ذلك تمنى الأنبا إيليا اسقف الخرطوم أن ينظر من في الجنوب إلى السودان بمليون ميل مربع، ومن في الشمال أن الجنوب يحتضنه ليكون جسد السودان الذي نفخر به، وأكد إيمانه بوحدة السودان أرضاً وإنساناً. واختتم كلمته بدعوة محبة خالصة للسماء بان يجعل السودان موحداً ويقذف في القلوب المحبة.
يذكر ان الرئيس البشير حرص خلال السنوات الماضية على حضور افطار الاقباط بصورة راتبة ، كما انه يحتفظ بعلاقة خاصة وحميمة مع المجموعات القبطية.
الراي العام