شكرا … مصر !!

[ALIGN=CENTER]شكرا … مصر !! [/ALIGN] * نشكر العزيزة مصر التى وهبتنا أياما من الفرح عشناها بدون سياسة وهم و(أرف)، وتفرغنا لممارسة البهجة التى غابت عنا طويلا حتى حسبنا أنها فارقتنا الى الابد ولكن شاءت ارادة الله ان تتذكرنا مصر وتمنحنا شرف احتضان مباراتها المصيرية مع الجزائر فعوضتنا عن كل سنوات العذاب التى عشناها بدون أفراح .. وأتاحت لنا الفرصة لنتذكر أن الحياة ليست سياسة فقط، وانما أشياء كثيرة أولها الرياضة والفن والترويح عن النفس والقلوب التى اذا كلت عميت .. كما قال الرسول الكريم .. عليه أفضل الصلوات والتسليم .
* أرجو ان تكون الايام الجميلة التى عشناها مع اشقائنا المصريين والجزائريين قد علمتنا كيف نحب بلادنا ونتفانى من أجلها ليس فقط فى ميادين الحرب، ولكن الأهم فى ساحات السلم .. فالحرب إستثناء طارئ .. أما السلم فهو القاعدة التى يجب ان تبقى وتقوى وتدوم .. هذا هو المنهج السليم الذى يجب ان نؤسس عليه حياتنا، وليس منهج القتال والاقتتال .. (ولترق كل الدماء) الذى يحاول البعض ان يفسد به حياتنا وبلادنا !!
* يجب ان نضع على أعلى سلم أولوياتنا .. الصحة والتعليم والاقتصاد والثقافة والرياضة والسياحة والرسم والغناء والتمثيل والمسرح والسينما .. وكل ابداع انسانى آخر بدون استثناء أو فرز .. فالله لم يخلق الناس أصحاب هواية واحدة أو اصحاب موهبة واحدة أو اصحاب حرفة واحدة .. بل خلقهم شتى .. (لكل جعلنا شرعة ومنهاجا) صدق الله العظيم، (المائدة: 48)، وخص نفسه فقط بصفة بالوحدانية المطلقة .. فكيف نتجاوز ارادة الله لنجعل الناس شكلا واحدا ولونا واحدا وفكرا واحدا تفرضه السيوف وتلونه الدماء ؟!
* كلكم لاحظتم كيف حولت مباراة واحدة فقط فى كرة القدم بلادنا من حالة الاحباط والاكتئاب والموات الى بلد زاخرة بالحياة، مليئة بالسعادة مفعمة بالفرح والامل .. وحركت كل شئ بدءاً بالاقتصاد والسوق والسياحة (برغم ضعف البنيات التحتية)، وانتهاءا بالانتشار السودانى الحميد فى كل أجهزة الاعلام العربية والعالمية بدلا عن أخبار الحروب الاهلية والجرائم والمحاكم الدولية .. وحتى السياسة كان لها نصيب من الكعكة اللذيذة .. ونرجو ان يكون ذلك درسا مفيدا لنا نتعلم منه كيف تكون الحياة الطبيعية .. وكيف نعيش الحياة التى وهبها لنا الله .. بدون عقد وتعقيدات واستغلال الدين الحنيف لتحقيق مصالح ضيقة على حساب سعادة وأعصاب ومصالح العباد والبلاد !!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ، 19نوفمبر 2009

Exit mobile version