توازي تلك العلاقة علاقة أخرى تنشأ في الخارج بين الأزواج (المشرورين) داخل عرباتهم في انتظار الزوجات المنقرضات داخل الكوفيرات طلبا لـ (الجيهة)، فتستحق العلاقات الناشئة بينهم مصطلح (ود شرّتي).
تموت النسوان في مساحات البوح المتاح بين بنات الحنة .. حكت لي واحدة من (بنات حنتي) – أثناء جلوسنا انتظارا للدور – عن خلافها مع زوجها، بسبب تأخرها الدائم واضطراره للانتظار الطويل أمام بيت الحنّانة، فقد طلب منها أن تمتنع عن رسم الحنة ليرتاح باله من ذلك الهم .. أخبرتني إنها سألته:
حا أخلي الحنة لو جاوبتا على سؤالي ده بصراحة.. إنت لما تشوف الحنة دي في رجلين النسوان.. مش قاعدة تعجبك؟
أجاب في تسليم: أكيد بتعجبني
ساقته إلى منطقها دون أن ينتبه فقالت:
ولو أنا ما أتحننتا مش عينك ممكن تطير .. ونبقى في المقارنة بيني وبين النسوان المجيّهات ومحننات ؟
أجاب ليغيظها دون أن ينتبه لحتفه الذى تسوقه إليه: ممم ممكن .. إحتمال وارد !!
فقالت منتصرة: وطيب.. مش أحسن تتلهي على عينك وتنتظرني وانت ساكت !!!
كما شكت لنا وأحدة أخرى من (بنات حنتي) من أن زوجها لا يلتفت إليها ولو (غطست) في نقوش الحنة من رأسها حتى أقدامها، حكت في حسرة وغيظ من أنها ذات مرة وبمناسبة عيد زواجها حاولت أن تفاجئه باحتفال مميز، فذهبت وجلست بين يديي حنانة حيث أتحفتها بـ(حنة فاآآهمة) أثارت بها إعجاب الموجودات الشديد .. عادت بعدها للبيت تمشي وتتمخطر وتنحني بين الفينة والأخرى لـ (تعاين في حنتا) حتى كادت أن تنكفئ على وجهها، وفي البيت تكبكبت واجتهدت في صنع الغداء، وقرب موعد عودته من العمل (قشرت) وجلست في ترقب تنتظر وصوله على أحر من الجمر.
ولكن على قول وردي (وآآ أسفاي) فعندما عاد الزوج دخل مباشرة الى الغرفة بعد أن ألقى إليها بالتحية دون أن يرفع بصره لينظر إليها ! لم تسمح لهذه البداية الغير مشجعة من أن تحبطها، فأعدت صينية الغداء وجلسا للأكل فـ (وقع) صاحبنا على الصينية برأسه دون أن يكلف خاطره بالثناء على إجتهادها في اعداد الوجبة .. صمدت في وجه الإحباط وحاولت أن تتفنن في جلستها أثناء الأكل عساها تلفت نظره للحنة .. ولكن دون جدوى.
حملت الصينية إلى المطبخ ثم عادت بالشاي، وبعد أن صبته على الكبابي، مالت للخلف على كرسيها وضعت ساقا على ساق ثم جلست ترتشف الشاي وهي تهز بساقها جيئة وذهابا أمام عينيه ولكن.. لا حياة لمن تنادي.
أكمل شفط كباية الشاي ودخل لينام دون أن يقول شيئا، وفي المساء جلسا معا لمشاهدة التلفزيون فقامت بمد ساقيها على التربيزة في استرخاء .. عسى ولعلّ، فما كان منه إلا أن حمل الريموت يقلب بين القنوات طلبا لقناة (الجزيرة) .. أصابها اليأس الشديد فصاحت فيه باحباط:
خلاص غلب حماري ياخي !!.. عاوزني أسوي شنو عشان تشوف حنتي دي ؟
عندما وصلت (بت حنّتنا) لهذا الحد من القصة ضجت المنتظرات للحنة ومشاركات في الاستماع احتجاجا على هذا برود و(تلامة) هذا الزوج فقالت إحداهن:
ياخي ده زول غتيت عديييل كده !
وقالت أخرى في تطرف:
أنا لو كنتا مكانك.. كان أجيب لي سكينة وأسلخ بيها الحنة من رجليني .. ديل رجال ما بستاهلوا !!.
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com