شكرا يا دكتور !!

[ALIGN=CENTER]شكرا يا دكتور !! [/ALIGN] صدر الأمر الجمهورى بالتشكيل الجديد للمجلس القومى للصحافة الذى جاء خاليا من اسم الدكتور هاشم الجاز الأمين العام السابق للمجلس وهى خسارة بكل المقاييس للصحافة والصحافيين، فلقد مارس الدكتور عمله الحساس خلال سنوات تقلده للمنصب بمهنية عالية لو تمتع بها كل من تعينه الانقاذ فى منصب عام لزهد الآخرون فى منافستها على السلطة، ولحازت على التأييد الكامل من الشعب.!! وأشهد وأنا اكثر من تعرض لظلم السلطة من بين كل الذين تصدوا بالقلم والكلمة لمظاهر الفساد والطغيان ــ واحمد الله على ذلك ــ بأننى لم أفقد احساسى بإمكانية الإصلاح لحظة واحدة ما دامت السلطة مصرة على وجود شخصين مثل استاذنا الجليل بروفيسور شمو والدكتور الجاز فى أهم منصبين فى البلاد وهما رئاسة وامانة المجلس القومى للصحافة.!! ويدل هذا الاصرار على اقتناع السلطة نفسها ــ ورئيس الجمهورية بشكل شخصى وهو الذى يعين المجلس ــ بضرورة الاصلاح والا لما كان الاصرار على وجود (مصلحين) مثل شمو والجاز فى منصبين خطيرين لهما تأثيرهما الكبير على أهم وسائل الاصلاح وهى الكلمة المكتوبة .. وهو ما أبقى الأمل متقداً فى نفوسنا بإمكانية الإصلاح حتى هذه اللحظة وان ظهر نقيض ذلك فى كتاباتنا بسبب الإحباط الشديد الناجم من كثرة ازمات ومشاكل البلاد التى لا بد ان تنعكس على نفسية الإنسان.!! مواقف بطولية كثيرة جدا لا يعلم عنها الكثيرون شيئا وقفها الرجلان الشجاعان النبيلان شمو والجاز من اجل تعزيز مهنة الصحافة وحمايتها من تغول السلطة بأنماطها وأشكالها المختلفة، وظل الاثنان فى حالة حوار مستمر مع السلطة والمسؤولين والصحفيين لتعزيز وتمكين الصحافة للقيام بالدور المطلوب منها فى التصحيح لا التطبيل، ونجحا فى ذلك، وينسحب هذا النجاح على موضوع الرقابة الأمنية التى كانت تؤرقهما واجتهدا لرفعها وازالتها، وهو موقف يحسب لهما، ولكى أكون منصفا فهو يحسب أيضا لجهاز الامن الذى لم يكن مرتاحا لرقابته على الصحف وكان مفروضا عليه !!
حسب علمى فان دكتور الجاز لم يكن يرغب فى الاستمرار فى هذه الوظيفة ويفضل العودة لمنصة التدريس فى كلية الاعلام التى لم يغب عنها، وهو مكسب بكل تأكيد لطلابه وزملائه وخسارة اكيدة للصحافة والصحافيين، ولكن عزاءنا انه لن يذهب بعيدا عن الصحافة وان البروف باق فى منصبه، وأن القادم الجديد لمنصب الأمانة العامة للمجلس الاستاذ العبيد أحمد مروح هو ابن الصحافة الذى تقلد المنصب من قبل وعهدناه مهنيا حاذقا وحريصا على تطوير وتعزيز وحماية الصحافة والصحافيين!!
شكرا دكتور الجاز ومرحبا استاذنا شمو و استاذ العبيد .. ونعاهد الله والقراء والشعب ونعاهدكم على استكمال مسيرة الاصلاح ما دام فينا قلب ينبض بالحياة باذن الله الكريم !!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ،14نوفمبر 2009

Exit mobile version