فشلت جهود مواطني ولاية الخرطوم بالمحليات المختلفة في الحصول على المياه طوال الأيام الثلاثة الماضية وفي بعض المناطق منذ اسبوع تقريبا، في الوقت الذي قلل فيه مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم المهندس خالد حسن إبراهيم من الازمة رغم اقراره في بيان صادر منه بأنها أزمة تسعى الهيئة لتجاوزها.
شفط المياه
وكشفت جولة استطلاعية لـ(السوداني) عن تذمر المواطنين بصورة غير مسبوقة من خدمات هيئة مياه الولاية. وقال المواطن عمار مصطفى من سكان جبرة إن سحب المياه عبر الشفط بالفم أصابهم بالتهاب اللوز والغدد النكفية واستدرك بأنها بعد تلك الجهود الجابرة لا نحصل على قطرة ماء، فيما هاجمت المواطنة (هـ م ) من سكان الصحافه شرق هيئة المياه بقولها إن المواطنين قبلوا بالهيئة الحالية للمياه باللون المتغير والرائحه الكريهة دون اعتراض، وأضافت )المهم أنها كانت موجودة ولكن حاليا حتى بخلقتها دي ما لاقينها )، وتساءل الحاج آدم بأن الخرطوم عبارة عن جزيرة تحيط بها الانهار من كل الجوانب فكيف تنعدم داخلها المياه ويضطر مواطنوها للسهر حتى الصباح دون جدوى في ظل غياب تام للأحساس بالمسئولية من قبل الجهات المعنية.
الحل العاجل
واتفق المواطنون الذين استطلعتهم (السوداني)على المطالبة بحل الازمة عاجلا خاصة أن أيام رمضان لا تحتمل هذه القطوعات وقالوا : (امكن هيئة المياه دايرة تعطشنا الليل والنهار)، في وقت أصدرت فيه هيئة المياه بيانا في وقت متأخر من مساء امس الاول تحصلت (السوداني) على نسخة منه توضح فيه أنه نسبة لزيادة العكورة في مياه الشرب والتي وصلت الى (33) الف وحدة ضوئية اضطرت الهيئة الى تخفيض جزئي لانتاجية المحطات النيلية؟ وعلمت (السوداني) من مصادر موثوقة أن النقص الحاد بالمواد المنقية للمياه لديها دفعها الى استخدام مادة الشب كمنق طبيعي تفاديا للآثار الصحية الناتجة عن انعدام المياه واكد المصدر أن الهيئة استنفدت كل الاحتياطي الموجود من المنقيات بالدولة حتى وصول طلبيتها التي تأخرت لأكثر من شهر رغم شحنها من الخارج عبر الطيران اختصارا للوقت.
الهيئة تقلل
في وقت قلل فيه المدير العام لهيئة المياه المهندس خالد حسن إبراهيم من الازمه بقوله أن الازمة محدودة بالمقارنة مع انتاجية المحطات وأصدر بيانا قال فيه أنه رغم تكاثر الطمي فإن جميع المحطات النيلية المتأثرة دخلت الخدمة بنسبة 75% من طاقتها بعد وصول المواد المنقاة موضحاً بأن الأزمة محدودة بحيث تبلغ إنتاجية المحطات المتأثرة 280 ألف متر مكعب في اليوم مقارنة بـ مليون وعشرين ألف متر مكعب هي المنتج الكلي من المياه بالولاية في اليوم ووعد بانفراج الموقف خلال الساعات القادمة.
وبعد صدور البيان اتجهت (السوداني ) للمناطق المتأزمة للتأكد من عودة المياه اليها ووجدت أن بعض المناطق عادت اليها المياه فيما لا زالت الاكثرية تعاني من انقطاع المياه.
بيانات متلاحقة
فيما أصدرت هيئة مياه الولاية من جانبها بياناً آخر اوضحت فيه أنه ونسبة لارتفاع منسوب النيل وزيادة الطمي والعكورة والمواد العالقة في مأخذ المياه محطات المياه النيلية والذي أدى بدوره الى تدني إنتاجية المياه بالمحطات نتيجة لتكاثر الطمي مما تتطلب زيادة ومضاعفة كميات مواد التقنية لضمان تنقية المياه بالصورة المطلوبـ الشئ الذي أدى الى إستلاف الكميات الموضوعة للشهورالقادمه بالإضافة الى تأخر وصول الكميات المطلوبة من مواد التقنية التى كان مقدراً لها أن تصل في شهر يونيو الماضي ونظراً لهذه الأسباب ولحرص الهيئة على تقديم مياه نقية بالمواصفات المطلوبة إضطرت الهيئة لتقليل إنتاجية بعض المحطات النيلية مما نجم عنه شح في إمداد المياه لبعض أحياء الخرطوم خاصة وسط الخرطوم والخرطوم بحري والمهندسين وتبذل الهيئة جهوداً على مدار الساعة من خلال غرفة الطوارئ لتفادي الوضع الحالي كما تم تشغيل جميع مصادر المياه الجوفية والآبار بالولاية لتخفيض الأزمة هذا وقد عبرت الهيئة عن اسفهاها الشديد للمواطنين الذين تعرضوا لمضايقات بسبب هذا الانقطاع.
صحيفة السوداني