توصل شريكا الحكم حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية إلى خطوط عريضة حول قضايا ترتيبات ما بعد الاستفتاء والعلاقة بين الشمال والجنوب في حالتي الوحدة والانفصال، وتقسيم الموارد الطبيعية على رأسها البترول،واتفقا على أن لا يتفقا حول الشريعة الإسلامية.
ووقع طرفا السلام بالقاهرة أمس على مذكرة تفاهم وافقا خلالها على إجراء الاستفتاء في مواعيده واحترام خيار الجنوب إلى جانب الحفاظ على روابط وعلاقات اقتصادية وجغرافية وثقافية واجتماعية بين شعبي الشمال والجنوب، وتواثق الشريكان على استمرار الحوار بعد إعلان نتائج الاستفتاء لمعالجة القضايا التي لم تحسم خلال الفترة الانتقالية .
وأبلغت مصادر رفيعة «الصحافة» أن اجتماعا بحث قضية إدارة الموارد الطبيعية بالبلاد في حالتي الوحدة والانفصال ناقشت مقترحات بشأن الإدارة المشتركة للموارد الطبيعية لاسيما ما يتعلق بمناطق التماس، وذكرت أن الورشة أثارت قضيتي البترول وشددت على ضرورة إدارته بطريقة تعود بالفائدة على الشمال والجنوب، إلى جانب التأكيد على ضرورة الاستفادة من الوضع القائم الآن فيما يتعلق بنقل البترول عبر خطوط الأنابيب الحالية وبقاء الوضع كما هو عليه عبر اتفاقيات محددة.
وكشفت ذات المصادر أن الحكومة المصرية طرحت اتفاقيات الحريات الأربع الموقعة بين السودان ومصر واقترحت توسيعها لتشمل وادي النيل وإدخال بعض الدول فيها باعتبارها الصيغة الأمثل للتعاون في حال الانفصال.
وجددت مصر في مذكرة التفاهم التي وقعها عن المؤتمر الوطني نائب رئيسه الدكتور نافع على نافع وعن الحركة الشعبية أمينها العام باقان أموم موقفها الداعم لوحدة السودان واحترامها لخيار شعب الجنوب، وامن الطرفان على أهمية الحفاظ على السلام المستدام والتعامل معه بمسؤولية، وتوافقا على ضرورة حل الخلافات حول ترسيم الحدود وقضية أبيي.
وفى السياق ذاته، أجرى وفدا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية مشاورات مع وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط تناولت قضايا الاجتماعات المشتركة، وقال نافع في تصريحات عقب اللقاء إن المباحثات تمت في أجواء ايجابية واتسمت بدرجة عالية من الرقى والتفاهم نافيا تماما بروز خلافات بين الطرفين، وتابع «اتفقنا حتى على أن لا نتفق في بعض القضايا خاصة المتعلقة بالشريعة الإسلامية مما يعد إشارة ايجابية بوجود اتفاق حتى في الخلاف».
وفى منحى آخر، التأم أمس بالقاهرة اجتماع بين زعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني ونافع تناول قضايا الوحدة وقال رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة وليد السيد لـ «الصحافة» إن لقاء نافع والميرغنى كان وديا وناقش قضايا الوحدة، وذكر أن الميرغنى أكد وقوف حزبه مع الوحدة وثمن دعوة البشير للقوى السياسية واعتبرها شراكة حقيقية تؤكد حرص المؤتمر الوطني على إشراك القوى السياسية في كل قضايا البلاد. من ناحيته، قال الميرغنى في تصريحات عقب لقائه بوزير الخارجية المصري انه اتفق مع مصر على ضرورة العمل للحفاظ على الوحدة ودعم الجهود لتقريب وجهات النظر .
صحيفة الصحافة