أحلام الفتى الطاير

[ALIGN=CENTER]أحلام الفتى الطاير!! [/ALIGN] * في ايام الشباب والدراسة بجامعة الخرطوم كنت مغرما بسماع وكتابة الشعر الحلمنيشى، وكان للشعر الحلمنتيشى شعراء أماجد ورواد ومعجبون كثيرون أكثر من رواد حفلات الغناء والطرب، فقد كان يجمع بين الطرافة والظرف الشديدين والعمق الشديد في تناول مشاكل المجتمع خاصة المتعلقة بالشباب والطلاب وقضاياهم، كما كان يجمع بين النقد الحاد والاسلوب الراقى الذى يطعن في الفؤاد بدون ان يجرح ويسخر بدون ان يسئ.. لذا كان أحد أهم أدوات النقد وتوجيه الانظار نحو الاخطاء واوجه القصور وأحد أهم أدوات الترفيه والتسرية عن النفس!!
* لا أدري لماذا خفت بريقه الآن وحلت محله الركاكة والنكات الهايفة المسيئة للاجناس والانتماءات التي يجب ان تكون موضع احترام وافتخار، لا موضع سخرية ومسخرة وعصبية.. فهل ضاع مع الأيام الجميلة مثلما ضاعت أشياء كثيرة، أم أننا لم نعد في المكان والزمان الصحيحين لنتابع حركة الشعر الحلمنتيشي ونستمع اليه ونستمتع به؟!
* وأرجو أن تكون هذه بمثابة دعوة لكتاب وعشاق الشعر الحلمنتيشي أن يرسلوا الي بريدى الالكترونى الجميل والمفيد من الشعر الحلمنتيشي مع نبذة قصيرة عن الشاعر واسمه الحلمنتيشي (إذا وجد) وزمان الكتابة، إذ تراودني أفكار بتحرير صفحة للشعر الحلمنيشي بصحيفتنا في القريب العاجل بإذن الله، تكون منبرا للنقد الهادف غير التقليدي والمسلي في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للتسرية عن النفس، ومكانا لإلتقاء الرأي والرأي الآخر بكل ود وروح طيبة مثلما كان الشعر الحلمنيشي وهيئة حلمنيش العليا بجامعة الخرطوم مجمعاً لأصحاب الأفكار والآراء المختلفة من أقصى اليمين الى أقصى اليسار في حميمية شديدة نحن في حاجة اليها الآن، ولا بد أن أذكر هنا أن معظم رواد وفطاحلة هذا الابداع كانوا من أصدقائنا وإخوتنا في (الاتجاه الاسلامى) وكنا نكن لبعضنا البعض وما زلنا كل الحب والتقدير.
* خطرت لي هذه الفكرة بينما كنت أفكر في كتابة مقال أرد به على حديث الأخ وزير المالية عن توفير وظائف لـ (كل الخريجين) في ميزانية العام القادم، فأنقذني صديق بأبيات من الشعر الحلمنتيشي القديم على لسان خريج يحلم بالعثورعلى وظيفة، بعث بها الى أحد المسؤولين يشكو اليه حاله في ذلك الزمان وهي في رأيي أفضل بكثير من مئات المقالات للتعبير عن حال الخريجين ــ حيث يقول:
خريج جامعةٍ ببابكَ واقفٌ……… يرجو الوظيفة هل لديك وظائفُ
حـرقَ السنينَ دراسةً وفلافلاً……….واذا تبرجزَ فالطعامُ نواشفُ
تقديرهُ الممتازُ يشكو للورى……..فقرَ الجيوبِ و من قراركَ خائفُ
فرد عليه المسؤول:
ليسَ المؤهِّلُ يا فتى بشهادةٍ………غيرُ الوساطةِ كلُ شيءٍ تالفُ
تقديرُكَ الممتازُ لا يكفي هنا……….إن الحياةَ معارفٌ و مناسفُ
انقعْ شهادتكَ التي احرزْتَها………. و اشربْ فانَّ العلمَ شيءٌ زائفُ
* وفي انتظاركم!!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ،8نوفمبر 2009

Exit mobile version