بعد تزايد الهجرة من مواطني نهر النيل بحثاً عن الذهب شهد الاقبال على الزراعة تراجعاً ملحوظاً وبدت مخاوف من اهمال هذا القطاع، لكن البروفيسور الصادق سليمان وزير الزراعة بولاية نهر النيل أكد عودة المزارعين الى أصلهم وأرضهم مبيناً أنه لا سبيل لهم سوي الزراعة التي يعمل بها أكثر من (80%)، وأشار الوزير الى المشاكل الأساسية للزراعة التي تتمثل في الاعسار والديون، وركود السوق الذي أصبح هاجساً، وقال الوزير لـ (الرأي العام) الولاية أنتجت هذا الموسم كميات كبيرة جداً من البصل والبطاطس صاحبها ضعف كبير في التسويق وهذا يجعل الكثيرين يترددون في الاقبال على الزراعة، واشار الى اتجاه وزارته لدفع عملية التصنيع الزراعي ليأخذ فائض الانتاجية، وقال إن زيارة الوالي الأخيرة الى الصين ركزت على الاستثمار في مجال التصنيع الزراعي خاصة تجفيف البصل، والخضر والفاكهة والعصائر المركزة والهدف تغيير التركيبة المحصولية، واضاف ان ولايته تختلف عن الولايات الأخرى لذلك تركز عبر برنامج النهضة الزراعية على البيوت المحمية وتأهيل القطاع البستاني، بتأهيل المشاتل، والاستفادة من محطتي البحوث الزراعية بالحديبة وشندي في مجال الاعلاف والبستنة.
وذكر الوزير ان ولايته من أميز الولايات التي تنتج برسيم الصادر، بجانب سعى الوزارة الى توطين تقانة الشتول المحسنة عبر البحث العلمي من حيث الحاجة «لا العمل من طرق»، مشيراً الى زراعة عشرين ألف فدان خلال العام الجاري، بمحفزات خلال التمويل الأصغر وانتاج نماذج لزراعة البرسيم. وعوّل الوزير كثيراً على اتحاد المزارعين ومجالس إدارة المشاريع الزراعية في انفاذ استراتيجية النهوض بالزراعة بتأهيل عدد من البيارات وتحويلها الى حديثة، حيث تم تأهيل (22) من أصل (23) مشروعاً كبيراً من بيارات تقليدية الى حديثة، وكهربة عشرة مشاريع، وما تبقى منها تواجهه مشاكل توصيل الكهرباء الى البيارات، كما تم توقيع عقد مع شركة برازيلية لكهربة أربعة مشاريع كبيرة سيتم تنفيذها بداية العام المقبل، وأشار الوزير الى بعض العقبات التي تواجه الاستثمار الزراعي بالولاية على رأسها الحيازات ووجود النزاعات وصعوبة الحصول على مضارب المياه على النيل، حتى يستفاد من قوانين الاستثمار وتسهيل الاجراءات المتوفرة بالبلاد، وقال أي مستثمر جاءه تسير اموره بصورة ممتازة، والدولة تعمل مع الاستثمار والمعتمديات والأهالي في توافق تام بمنح المزارعين نسبة (25%) من المساحة المستغلة حيث يسير المشروع بصورة سلسة.
صحيفة الراي العام