فى زمان غابر كان أحد شيوخ المغرب العربى قد اقتضته الحاجة لطلب العيش فى جزيرة مالطا على ساحل المتوسط قبالة ليبيا، فلما أتى وقت الصلاة أخذ يؤذن فى بلد يأتيها السياح من كل فج عميق.. ثواني وعيهم قليلة فلم يعره أحد اهتماماً، فأخذ بعد آذانه فى اقامة الصلاة، فلم يصطف خلفه احد فصلى وحده وعرف بعد ذلك ان لا فائدة من اذانه فأصبح يصلى ان دخل وقته الى ان رحل الى بلاده عقبئذ.. المثل أتى فى ان لا احد يعرك اهتماما فصار مثلاً لمن لا امل فىه رجاء أو آذاناً صاغية تكترث..
ولكن التشكيلى اسماعيل عبد الحفيظ الذى اقضته الحاجة ان يمتهن الرسم فى العام 1991م بمالطا وكان قد اخذته عزة الهجرة والاغتراب شيئا بليبيا وشيئا بمالطا الجزيرة التى لا هى اوروبية ولا هى عربية فى طبع سكانها يتحدثون خليطا بين الهندية والانجليزية والعربية ولغرابتهم يفهمون العربية ربما لكثرة احتكاكهم بالمشرق العربى ومغربه ولما لأهل ليبيا من حظوة وجود واستثمار هناك.. اسماعيل عبد الحفيظ كان يلحظ عدم وجود المآذن فى مالطا فلم يتوقع آذانا كما يقول الواقع الذى امامه والمثل السائد ولكن فى احدى بناياتها المرتفعة سمع نداء الصلاة والوقت ظهراً لا شمس فى سمائها لطقس لايفترق الربيع هناك.. دنا وقد خاب المثل السائد عنده.. وجد التشكيلى عبد الحفيظ ان المؤذن (سودانى) اسمه( محمود) من أبناء شمال السودان مكث لخمس سنوات هناك يتبع لجمعية الدعوة الاسلامية التى كانت ترعاها الجماهيرية الليبية فى مالطا بصحبته خمسة سودانيين اثنان منهم اعلاميان يصدرون مجلة اسمها(الدعوة) توزع هناك والمسجد المصرح به من قبل السلطات هناك يوجد فى حى (مدينة) اذ بالمالطا اسماء عربية كثيرة لمرافقها واحيائها ويبعد عن العاصمة فاليتا بحوالى اربعة كيلو مترات.. والمدينة التى يؤمها اكثر من نصف مليون سائح كل عام يجد مسلموها فى صوت السودانى محمود نادي يذكر بميقات الصلاة.. فقد انكسر حاجز القول (يؤذن فى مالطا..انى يستجاب له)!
صحيفة الراي العام