سيطرت قضايا السودان والصومال على محادثات قمة الاتحاد الأفريقي التي بدأت أعمالها في العاصمة الأوغندية كمبالا أمس. وتسبب طلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكابه إبادة جماعية، في انقسام بين الدول المشاركة.
وتضمنت مسودة قرار بندين أثارا مساومات في كواليس القمة، يتلخص أولهما بنصح الدول الأفريقية بعدم اعتقال البشير إذا زارها حتى لو كانت موقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية، وهو ما فعلته ثلاثون دولة أفريقية.
ويهاجم البند الثاني المدعي العام في المحكمة لويس مورينو أوكامبو. وبحسب دبلوماسي أفريقي شارك في القمة فإن هذين البندين سببا معركة كبيرة بين الوفود.
وذكر دبلوماسيون أن أحدث نسخة من مشروع القرار “ترفض في الوقت الراهن” طلب المحكمة الجنائية فتح مكتب اتصال أفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ونقلت رويترز عن دبلوماسي غربي اطلع على نسخة معدلة من مشروع القرار قوله إن “جنوب أفريقيا وغانا وبوتسوانا قادت الرأي القائل بأن البندين يجب أن يحذفا”.
وأضاف أن ليبيا وإريتريا ومصر ودولا أخرى لم تنضم إلى عضوية المحكمة الجنائية عارضت حذفهما بقوة، لكنها خسرت في النهاية.
ويقول بعض القادة الأفارقة إن المحكمة مهووسة بملاحقة الأفارقة وتتجاهل مجرمي الحرب في قارات أخرى، واعتبر الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي رئيس ملاوي بينغو وا موثاريكا أن “لائحة الاتهام بحق البشير تقوض السلام في أفريقيا”.
جنوب السودان
من جانب آخر دعا الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم القادة الأفارقة في قمة كمبالا إلى الاعتراف بدولة الجنوب إذا اختار شعب جنوب السودان الانفصال.
وفي ملف سوداني ثالث، قال موفد الجزيرة إلى القمة الطاهر المرضي إن القمة دعت المجتمع الدولي إلى الأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر الأفريقية في أي تسوية للأزمة في إقليم دارفور وللاستفتاء في الجنوب.
وقد تغيب عن القمة الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السوداني، وقد أعلنت مصادر رئاسية في الخرطوم أن تغيب البشير ليس مرتبطا بالمحكمة، إذ يمكن أن يحل مكانه نائب الرئيس، ولكن السودان فضل أن يمثله مندوبه الدائم لدى الاتحاد الأفريقي.
ويأتي هذا التجاهل السوداني بعدما تغيب موسيفيني عن حفل تنصيب البشير بعد فوزه في الانتخابات، لكنه زار جوبا لحضور حفل تنصيب رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت.
الصومال
وفي الشأن الصومالي دعا الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في كلمته بافتتاح القمة زعماء الاتحاد الأفريقي إلى طرد من وصفهم بالإرهابيين من القارة الأفريقية، مذكرا بتفجيري كمبالا اللذين تبنتهما حركة الشباب المجاهدين الصومالية.
وقال موسيفيني “يمكن ويتعين هزيمة هؤلاء الإرهابيين”، وأضاف “لنتحد معا ونجتثهم من أفريقيا لنعيدهم إلى آسيا والشرق الأوسط حيث ينتمون”، وأشار إلى أنه قبض على منفذي الهجوم وأن التحقيقات تكشف “معلومات مفيدة”.
وبشأن قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال أكد رئيس مفوضية الاتحاد جان بينغ أن عددها سيرتفع إلى ثمانية آلاف جندي وربما عشرة آلاف قريبا، مع إمكانية السماح لها بمهاجمة من وصفهم بالمتمردين.
وقال بينغ إن مساعي الاتحاد الأفريقي الرامية إلى دعم قواته في الصومال أسفرت عن موافقة غينيا على إرسال كتيبة عسكرية إلى جانب كتيبة أخرى من دول منظمة إيغاد، مما سيزيد عدد القوات من نحو 6100 جندي إلى أكثر من 8000.
وستستعرض القمة الأفريقية 13 تقريرا بشأن التنمية الزراعية والأمن الغذائي والتعاون العربي الأفريقي والعلوم والتقنية، وكذلك نتائج المؤتمر الثاني لوزراء الاتحاد الأفريقي المعنيين بمسائل الحدود.
كما تناقش القمة عددا من القضايا السياسية، وأسلوب فض المنازعات بالطرق السلمية، والتعاون الاقتصادي وتحسين البنية التحتية، وتطوير التعامل مع العالم الخارجي.
الجزيرة نت