أنا حتّي، ظللت أعاني من مشكلة تسرب الغاز من أنبوب البوتجاز في مطبخي، ورغم قيامنا بتغيير (المنظم) أكثر من مرة إلا أن المشكلة ظلت كما هي، لأن اغلب الموجود في السوق من هذه النوعية من المنظمات (تالفة) وغير صالحة للاستعمال، لأنها تقوم بتسريب الغاز من مفتاح صمام الأمان فيها ..
ما دفعني لمحاولة (تربيط) الكلام هو التقرير الذي نشرته الصحف قبل فترة بسيطة، وكان يناقش الزيادة في الحرائق والحوادث الناجمة عن انفجار أنابيب الغاز .. على ما أذكر أن هذا التقرير عزى السبب في تلك الزيادة لسؤء التخزين والطريقة الغير سليمة لترحيل الأنابيب وأنها تلقى من فوق أعلى عربة النقل وقد تترك لأوقات طويلة تحت حرارة الشمس المباشرة !!
قرأت التقرير يومها فـ (تحسست) ريشة الحرامي فوق راس أنبوبتي، لأن هذا التقرير لم يتضمن أي اشارة لـ المنظمات(المضروبة) المستوردة بتراب الفلوس من بلاد المقلدين، فقد أمتلات أسواقنا حتى الثمالة بالبضائع (الفشوش) .. تشتري الوصلة فتضرب بمجرد وضعها في الكهرباء .. تشتري المشترك فـ يسيح قبل أن تضع عليه سلك التلفزيون وهكذا ..
زارتني احدى معارفي والكلام جاب الكلام فشكوت لها معاناتي من تسرب الغاز الدائم، بصورة تجبرني على عدم السماح لغيري بمجرد الاقتراب من الأنبوبة، لأني الوحيدة القادرة على مباصرتها والعمل بها بحذر شديد، ولكن فاجأتني صديقتي تلك عندما قالت: يا دي ما إمكن انبوبتك دي صلاحيتها منتهية .. فتشتيها ؟
فعاجلتها بـ (سجمي جدا .. هي كمان الانبوبة عندها صلاحية )؟
فتبرعت بتنويري بالحكاية فقد ذهبت ذات مرة لتبديل اسطوانتها الفارغة، فوجدت صاحب الدكان منشغل بجدل عنيف مع أحد (الوجهاء)، كان قد حضر للمحل من أجل التبديل أيضا، ولكنه كان يصر على معاينة المكان الذي كتبت فيه مدة صاحية الأنبوب، ليتأكد من أنها صالحة للاستخدام لكنه لم يتمكن من العثور عليه ! والمدهش أن صاحب محل توزيع الغاز كان يسخر منه بـ (يا أخوي الأنابيب دي كلها صلاحيتا منتهية من سنين .. شيل انبوبتك ساي يا زول الصلاحية دي ما بتأثر في شي) !
تركت صديقتي وبقية كلامها ما زال معلق على فمها وانطلقت للمطبخ .. جثوت على ركبتي وثنيت الانبوبة وبدأت البحلقة فيها بشدة بحثا عن تاريخ صلاحيتها، ولكن للأسف فقد كانت مسهوكة ومطرقعة ومصّدية ولم اتبين منها سوى كتابة غير واضحة المعالم لعلها – والله تعلم – سنة ألفين وستة !! يعني أنبوبتي المسكينة شغالة بعد المعاش بثلاثة سنين .. الشي أستاذة جامعة ؟!
الكثير منا لا يعلم أن اسطوانات الغاز منتهية الصلاحية خطيرة للغاية، و قد تؤدي الى حوادث خطيرة لا قدر الله فلذلك يجب ان ننتبه عند إستبدال اسطوانات الغاز لدى محل الغاز .. غايتو الله يكون في العون ما عارفين نجري ولاّ نعكس بين الصلاحية والمنظم !
نعود لحادثة الأطفال المؤلمة، فرغم يقيننا من أن (الحذر ما بمنع القدر)، ولكن الله سبحانه وتعالى قال: (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة)، كما قال سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) .. ومن أهم المخاطر المنزلية التي يتعرض لها الاطفال، هي المخاطر الناجمة عن السماح للأطفال بالتعامل مع الغاز وإشعال النار في البوتاجاز، كذلك اللعب بالقوابس والأدوات الكهربائية، و استعمال الآلآت الحادة كسكاكين المطبخ بدون مراقبة من الكبار ..
يا بنات أمي يعني في الوضع الطبيعي الآمن، لا ينصح بترك الأطفال بجوار الغاز والبوتاجاز، ناهيك عن أن يكون هناك تسرب وتتصاعد رائحة الغاز، بصورة دفعت (الأم) لأن تطلب من أطفالها الذهاب للمطبخ والتأكد من الأمر !! فكان أن دفع الفضول الطفولي بالأربعة للدخول للمطبخ !! فدفعت هي الثمن بحرقة القلب .. ربنا يكون في عونها ويصبّرها.
أيتها الأمهات أوعن بالكن على عيالكن .. قالوا اللوم بجي بالغفلات
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com