* وتكرار الأخطاء ليس قاصراً على الفكر المتطرف والجماعات الدينية فقط ، بل يشمل كل مجالات الحياة وقطاعات المجتمع من السياسة والسياسيين والحكام الى الناس العاديين وحياة الناس اليومية البسيطة مروراً بالاقتصاد والتعليم والثقافة والرياضة .. إلخ !!
* كل التجارب السيئة والأخطاء فى كل المجالات التى ارتكبتها الشعوب والمجتمعات الأخرى – خاصة جيراننا فى شمال الوادى – ثم تراجعت عنها نبدأ نحن فى تطبيقها بحذافيرها وتفاصيلها وأبشع ما فيها بعد أن تتخلص منها تلك المجتمعات مباشرة، وكأننا مقلب نفايات أو كأن لدينا شركات تستورد التجارب السيئة مع السلع الرديئة التى تستوردها وتأخذ على ذلك عمولات كبيرة وتجنى ارباحاً ضخمة .. أما التجارب الجيدة فلا وألف لا!!
* هذا الأمر يبعث على الدهشة والحيرة ويدعو للقلق ويثير التساؤلات .. (لماذا يحدث ذلك؟! .. ولماذا لا نتعظ من أخطاء وتجارب الآخرين ؟ هل نحن نعيش فى عزلة عن العالم الخارجى برغم التطور الكبير فى وسائل الاتصال والمواصلات حتى صار العالم غرفة واحدة، أم أننا مغرمون باعادة انتاج التجارب الخاطئة وعدم الاقتناع بسوئها إلا بعد أن نتجرع مرارتها، أم أننا لا نرى ولا نسمع ولا نقرأ ما يأتينا من الخارج إلا الغث والركيك والتهريج ؟!) !!
* ثم أين مساهمات أصحاب العلم و المعرفة والخبرة والرأى السديد لتقويم الاعوجاج وقيادة المجتمع وحماية الناس من الأفكار والتجارب الخاطئة ؟!
* هل يضرب هؤلاء على أنفسهم سياجاً كثيفاً من العزلة تعاليا على المجتمع، أم أنهم ممتنعون عن المساهمة والمشاركة احتجاجا على سيطرة الجهلاء والمنافقين على كل مفاصل الدولة ومجالات الحياة فى السودان أم أنهم عاجزون لا حيلة لهم، أم أنهم غير موجودين فى الأصل وأن الركاكة التى تنتشر فى بلادنا هى كل بضاعتنا وما ندعيه من فهم وقدرات هراء فى هراء ؟! أم ماذا يحدث ؟!
* من يجيبنى ويزيل حيرتى ويعيد الاطمئنان الى نفسى المضطربة .. وهل نترك السودان يضيع هكذا من بين ايدينا كل يوم ونحن عاجزون عن فعل شئ لا نملك حياله إلا الصمت والتجاهل أوالهجرة فى أفضل الأحوال ؟!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ، 1نوفمبر 2009