تحذير إلى كل الحجاج

[ALIGN=CENTER]تحذير إلى كل الحجاج!! [/ALIGN] * اعتقد عدد كبير من الحجاج السودانيين أنهم فى مأمن من انفلونزا الخنازير وانواع الانفلونزا الأخرى بعد جرعة لقاح الانفلونزا الموسمية التى حصلوا عليها ضمن برنامج تطعيم الحجاج الذى بدأ أمس الأول الأمر الذى يمكن أن يقود الى استرخاء من جانبهم فى التقيد بطرق الوقاية الشخصية لحماية أنفسهم خلال فترة الحج!!
* ولا أحد يلومهم على هذا الاعتقاد الخاطئ حيث لم يخبرهم أحد بالفرق بين انفلونزا الخنازير والانفلونزا الموسمية التى اشترطت السلطات السعودية أن يحصل كل الحجاج على الجرعة المضادة لها كشرط لدخولهم الى المملكة، كما افتقدوا الى كل انواع الارشادات الصحية الأخرى!!
* الانفلونزا الموسمية التى تقتل مئات الآلاف فى العالم كل عام خاصة الكبار والاطفال واصحاب الامراض المزمنة، ليست هى ما يعرف بانفلونزا الخنازير وإن كان لا يوجد فرق بينهما فى نوع الفيروس المسبب للمرض ــ ما عدا فيما يتعلق بالتركيب الجينى وبعض أعراض المرض الذى يسببه كل منهما.. إلخ ــ أما بقية صفات الفيروس ومعظم الاعراض الاخرى للمرض فهى متشابهة الى حد كبير ولا تختلف كثيرا عن اعراض نزلة البرد الحادة.
* صحيح أن (معظم) الفيروسات المسببة للانفلونزا فى الانسان تنتمى الى عائلة واحدة، بل إن معظم فيروسات الانفلونزا التى تؤرق العالم تنتمى الى نوع واحد هو انفلونزا (أ) ومنها الانفلونزا الموسمية وما يعرف بأنفلونزا الخنازير، وانفلونزا الطيور، ولكن اللقاحات ليست واحدة بل ان لقاح الانفلونزا الموسمية يجرى تعديله من عام لآخر حسب التغييرات الجينية التى تطرأ على الفيروس أو الفيروسات التى تسبب المرض، وهو لقاح مركب من مجموعة لقاحات فيروسية!!
* لا أريد إرباك القارئ بتفاصيل علمية معقدة ولكن اللقاح الذي حصل عليه الحجاج ليس هو اللقاح الواقي من انفلونزا الخنازير ولا يعني الحصول عليه انهم في مأمن منها او من انواع الانفلونزا الأخرى.
* كما أن مرض انفلونزا الخنازير ينتقل من انسان لانسان آخر بدون الحاجة الى وجود خنازير كما يعتقد البعض، ويسببه فيروس (هـ1 ن1) الذى تسبب في إصابة حوالى خمسمائة مليونا وموت حوالى أربعين مليون شخص في العالم في عام 1918، فيما عرف باسم الانفلونزا الاسبانية، وهو ينتمي لنفس النوع الذى تسبب فى وبائين كبيرين فى عامي 1957 و1968 مات فيهما أكثر من ثلاثة ملايين شخص!!
* الغرض من هذا الحديث ليس بث الخوف ولكن حتى تضطلع السلطات الصحية وأجهزة الاعلام بدورها في ارشاد الحجيج الى كيفية حماية أنفسهم بدلا عن تخديرهم بزرع احساس خاطئ فى انفسهم بأنهم صاروا في مأمن بالتطعيم الذي يعطيه الجميع اهتماما أكبر من الارشاد والتثقيف وطرق الحماية الشخصية!!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ، 29أكتوبر، 2009

Exit mobile version