لا أدري متى كان ذلك، ولكن شدني دفاع احدى النساء عن لبس الحجاب، فقد ذكرت في برنامج يناقش فكرة هل الحجاب يحد من قدرة المرأة على الانطلاق والابداع .. قالت تلك السيدة (أنها تغطي شعرها ليسمع الناس صوت عقلها)، وكأنها خافت أن يشوش انسياب جدائل الشعر الحرير والقامة الـ (زي البانة ميالة)، ويغطي تشويشه على صوت أفكارها .. هذا التبرير البلاغي ينفع لتوصيف الابداع الناعم في كل المجالات، ولكن بعد تحويل كلمة (الحجاب) لـ (النقاب) ..
تعالوا نتخيل أن جميع المبدعات في شتى المجالات، وقد مارسن ابداعهن من وراء (نقاب) بطريقة أسمع صوتك ولا أراك أو على طريقة زعيم الشياطين الثلاثة عشر، رقم (صفر) الذي لا يعلم حقيقته أحد .. تخيلوا معي أن نُخرج من شروط التنافس عوامل الصفار والجمال والخدود السادة ونتركها خارج حسابات المنافسة في ساحات الابداع .. أولا تتفقوا معي بأننا لم نكن لنسمع عن الكثيرات مجرد سمع ؟!!
تحدثت من قبل عن برنامج انجليزي خفيف يسمى (بوليس الأزياء) يقدمه أحد المشاهير في صناعة الموضة، وتقوم فكرة البرنامج على الوقوف في الشارع ومحاولة صيد النساء اللاتي يلبسن بطريقة تخالف الذوق العام والموضة، حيث يقوم مقدم البرنامج بتشريح طريقة لبس (المتهمة) التي يصطادونها في الطريق، ويحاول أن يوجهها ويساعدها لتصحيح طريقتها في اللبس.
ذكرت هذا البرنامج مرة أخرى، لأقترح على قناة النيل الأزرق – المتهم الرئيسي – في جريمة أغراق سوق الغناء بكم لا يستهان به من الأصوات عبر برنامج (نجوم الغد)، والذين تلغفتهم وسائل الاعلام – بلا وعا – ودفعت بهم إلى الواجهة، دون أن يمروا على (بوليس الأصوات) ليقوم بتنقية أصواتهم وغربلتها ليفرز منها (المسرسع) و(المنشّز) و(المخنوق) ..
بالمناسبة، لحبوباتنا وصفة طبّية (مجربة) لمعالجة التأتأة (التمتمة)، تتمثل في استجلاب واحد (مصران خروف) لا فرق ان كان أقرن أم سادة ولن يؤثر في الوصفة لون الخروف أكان بيجي .. بني .. أسود، ما يهم في الأمر هو (المصران) حيث تحضره (الحبوبة) وتقوم بلفه حول رقبة الزول (التمتام) وتخنقه به حتى (يبتبت) .. وعندها يفوق من غيبوبته تنحل عقدة لسانه و(يناطق زي البرابندي) وقد فارقته (التمتمة) فراق الطريفي لي جملو ..
أقترح على الاستاذ (بابكر) وطاقم برنامجه الاتفاق مع (سلخانة أم درمان) لتوريد المصارين اللازمة لـ خنق – بعض – خريجي البرنامج قبل فكّهم في سوق الكاسيت، فمنهم من يقوم بـ نمرة أربعة في بداية الشطر الأول من مقطع الأغنية ثم يكمل الشطر التاني بلغة الاشارة بعد أن يقطع صوت وصورة !
حقيقة دعونا نعترف بأن الذنب ليس ذنب البرنامج ولا المسئولين عنه، لأن البرنامج – والحق يتقال – كان فرصة طيبة لابراز مواهب جديدة لولاه لما وجدت الفرصة للظهور، لا يجب أن نعيب البرنامج والعيب فينا .. فالنعيب على طبعنا المحب لـ (التقليعات) ولنعيب بعد ذلك اعلامنا الفني الذي خطف نجوم (الغد) وجعل منهم نجوم (اليوم) قبّال يومهم، وقبل أن يستعدوا لـ النجومية أو يستحقونها ..
يا أهل الفن هؤلاء الشباب خامات تحتاج للكثير من الصقل والصنفرة لتجلو أصواتهم ويتمكنوا من التحكم في درجاتها صعودا ونزولا، كما يحتاج البعض منهم لتنظيف أذانهم الموسيقي من شمع الشتارة والتنشيز فكثيرا ما كان غناء – بعضهم – ماشي بـ درب والموسيقى ماشة بي درب براها !
نرجع لمرجوعنا الأولاني، لنعود ونطالب بـ (بوليس أصوات) خاص لاجازة الأصوات النسائية عموما، شريطة أن يكون جميع المجندات فيه من النساء حتى لا يتجرأ (عشّاق الجمال) على فرض اختيارات (عجب عيونهم) على ذوقنا .. هوي يا رجال العاجباهو بت سمحة اليمشي يدق باب بيت أبوها ويطلب يدها على سنة الله ورسوله .. عشان يسوقا (تبدع) ليهو في بطن بيتو براهو .. نحنا ما عندنا ذنب !!
وخزة:
لو كان الجمال هو كبري الوصول للنجومية والمجد لاكتفت (فيروز) و(أم كلثوم) بـ الغناء في مطابخهن أثناء تظبيط الفتة أم توم !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com