بلغ المنتخب الاسباني نهائي كأس العالم للمرة الاولى في تاريخه بعدما وضع حدا لمغامرة نظيره الالماني الشاب بفوزه عليه 1-صفر الاربعاء 7-07-2010 على ملعب “موزيس مابهيدا” في دوربن في نصف نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010.
وجدد المنتخب الاسباني الذي كان يخوض غمار دور الاربعة للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1954 (كان يعتمد حينها نظام المجموعة في دور الاربعة الاخير) عندما تعادل حينها مع الاوروغواي (2-2) وخسر امام السويد (1-3) وتلقى هزيمة ثقيلة امام البرازيل (1-6)، فوزه على نظيره الالماني الذي يخوض النهائيات باصغر تشكيلة له منذ مونديال 1934، بعد ان كان تغلب عليه في نهائي كأس اوروبا قبل عامين بهدف سجله فرناندو توريس الذي اهدى “لا فوريا روخا” لقبه الاول منذ 1964 حين توج ايضا باللقب القارية.
واستحق الاسبان الفوز لانهم كانوا الافضل تماما حيث فرضوا سيطرتهم في معظم فترات المباراة لكنهم عجزوا عن ايجاد طريقهم الى شباك الحارس مانويل نوير حتى الدقيقة 73 عندما جاء الفرج عبر مدافع برشلونة كارليس بويول الذي سجل هدف المباراة الذي وضع بلده في موعد مع التاريخ وحرم الالمان في التأهل الى النهائي للمرة الثامنة في تاريخهم، وهو انجاز لم يحققه اي منتخب سابقا كون “مانشافت” الذي كان يخوض دور الاربعة للمرة الثانية عشرة من اصل 17 مشاركة (رقم قياسي ايضا)، يتشارك الرقم القياسي مع البرازيل بسبع مباريات نهائية لكل منهما.
وخرج المنتخب الالماني، بطل اعوام 1954 و1974 و1990، بانجاز شرفي وهو انه انفرد بالرقم القياسي الذي كان يتشاركه مع البرازيل من حيث عدد المباريات في النهائيات بعدما خاض اليوم مباراته الثامنة والتسعين، وهو سيرفعها الى 99 لانه سيخوض السبت مباراة المركز الثالث امام الاوروغواي، فيما ستكون اسبانيا الاحد على موعد مع المجد والتاريخ في مواجهة هولندا الاحد المقبل على ملعب “سوكر سيتي” في جوهانسبورغ، والمنتخبان يبحثان عن لقبهما الاول، ما يعني ان منتخب اوروبي جديد سينضم الى لائحة الابطال.
وكان من المتوقع ان تكون المواجهة نارية نظرا الى المستوى الذي قدمه المنتخبان قبل مباراة اليوم حيث اكد المنتخب الالماني بحلته الشابة ان فوزه الكاسح على انكلترا (4-1) في الدور الثاني لم يكن وليد الصدفة لانه لقن نظيره الارجنتيني درسا قاسيا وبلغ نصف النهائي بالفوز عليه 4-صفر، بعد ان كان تغلب على استراليا 4-صفر في المباراة الاولى، ليصبح ثاني منتخب يحقق ثلاثة انتصارات او يسجل الفوز باربعة اهداف بعد المجر التي حققت ذلك في اربع مباريات عام 1954 بينها الفوز على المانيا الغربية 8-3 في الدور الاول قبل ان تخسر امامها 2-3 في النهائي الذي اطلق عليه “معجزة بيرن”، علما بان المجر هي صاحبة الرقم القياسي من حيث عدد الاهداف المسجلة في نسخة واحدة (27) عام 1954، فيما تحمل المانيا الرقم القياسي بالنسبة لمنتخب توج بطلا في تلك النسخة وكان ذلك عام 1954 برصيد 25 هدفا.
لكن ال”مانشافت” خاض المباراة بطريقة حذرة ما سمح للاسبان بفرض هيمنتهم التامة دون ان يحصلوا على الكثير من الفرص سوى في الدقائق الاخيرة لان ال”مانشافت” حاول ان يدرك التعادل فترك خلفه الكثير من المساحات.
وافتقد الالمان بشكل كبير خدمات نجمهم المتألق توماس مولر (4 اهداف) للايقاف بسبب حصوله على انذار ثان امام الارجنتين، ما اضطر المدرب يواكيم لوف الى اشراك بيوتر تروخوفسكي منذ البداية في التغيير الوحيد على التشكيلة، فيما شهدت تشكيلة المدرب الاسباني فيسنتي دل بوسكي مفاجأة بابقائه توريس على مقاعد الاحتياط بعدما فشل في ايجاد طريقه الى الشباك في المباريات الخمس السابقة، واشرك بدلا منه الشاب بدرو رودريغيز الذي لعب على الجهة اليسرى، فيما استلم دافيد فيا مهام رأس الحربة بعد ان لعب متأخرا على الجهة اليسرى في ظل وجود توريس.
وكانت مواجهة اليوم الرابعة في النهائيات بين اسبانيا والمانيا فحققت الاولى فوزها الاول، لان المانيا الغربية خرجت فائزة 2-1 في الدور الاول من مونديال 1966، وبالنتيجة ذاتها في الدور الثاني لمونديال 1982، وتعادلا 1-1 في الدور الاول لمونديال 1994.
لكن الاسبان يتفوقون في نهائيات كأس اوروبا اذ فازوا مرتين في دور المجموعات عام 1984 (1-صفر) ونهائي 2008 (1-صفر)، فيما فاز الالمان مرة واحدة في دور المجموعات عام 1988 (2-صفر).
والتقى المنتخبان في 12 مباراة ودية ويتعادلان باربعة انتصارات لكل منهما مقابل 4 تعادلات.
العربية نت