أعلن فيه أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري امس أن هناك اتفاقا بين الرئيسين مبارك والبشير على أن تكون حلايب والمنطقة كلها شمال خط (22) وجنوبه منطقة تكامل وتنمية، وقال: لا أريد أن أزيد الآن في هذا الموضوع”. وأضاف أبو الغيط (حسب التلفزيون المصري): اطلعت على تصريحات الرئيس البشير وما أود قوله هو أن الحدود الجنوبية لمصر معروفة وهي خط عرض (22) ولا أجد داعيا للخوض في الخلفيات التاريخية.
وفي الخرطوم استهجنت مصادر سياسية مطلعة، الانتقادات التي وجّهتها بعض وسائل الإعلام المصرية لحديث رئيس الجمهورية الذي أكد فيه أن حلايب سودانية، وأكّدت المصادر أنّ حديث البشير عن سودانية حلايب تعبيرٍ عن موقف ثابت تجاه هذه القضية، وأضافت ذات المصادر أن توزيع حلايب كَدائرة انتخابية في الانتخابات العامة الأخيرة يُعد تأكيداً على مبدأ السيادة السودانية على هذه المنطقة، وأشارت المصادر إلى أن السودان لديه شكوى مودعة لدى مجلس الأمن الدولي في هذا الخصوص ولم يسحبها حتى الآن بوضعها قيد النظر، وأضافت: لكنّ السودان كان باستمرار يمنح الفرصة لإعمال الحلول السياسية والدبلوماسية بين البلدين، تحقيقاً للمصالح المشتركة، وأشَارَت المصادر إلى أنّ الرئيس البشير ظل دائم التشديد على أن المنطقة والنقاط الحدودية بشكلٍ عامٍ يجب أن تكون مناطق لتبادل المنافع وتحقيق المصالح للدول والشعوب.وكان الرئيس البشير جدّد التأكيد في خطاب له بالبحر الأحمر أخيراً على أن حلايب سودانية، وأنّ الحكومة عازمة على الجلوس مع المصريين لحل المشكلة.من جهته أكّدَ كمال حسن علي وزير الدولة بالخارجية، أن العلاقات «السودانيّة – المصريّة» تحافظ على متانتها وقوتها، وأضاف عقب لقائه رئيس مجلس الشورى المصري، أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً كبيراً للتصدي للقضايا التي تُواجه البلدين. وقال كمال الذي يزور القاهرة، إنّ الفترة الأخيرة شَهدت تنسيقاً كبيراً في قضايا المنطقة وهو التنسيق الذي سيستمر بصورةٍ أكبر في المرحلة المقبلة، وأشار إلى أنّ القاهرة عازمة على تقديم العون والمساندة من أجل قيادة البلاد إلى وحدة جاذبة وطوعية، وأضاف أنه نقل تقدير القيادة السودانية لرئيس مجلس الشورى المصري والأمين العام للحزب الوطني صفوت الشريف، لدعمه لمواقف السودان في المحافل المختلفة.وفي السياق نقلت «الشروق» المصرية أمس، عن مصدر دبلوماسي مصري رفيع رفضه التعليق على ما نسبته وسائل الإعلام إلى الرئيس عمر البشير بشأن السيادة على منطقة حلايب، واكتفى بالقول إنّ موقف مصر من منطقة حلايب وشلاتين على الحدود مع السودان ثابت. وقال المصدر إن هناك محاولات لن تنجح، لجر مصر إلى مواجهة مع السودان في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، سواء فيما يتعلق باقتراب الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان أو بالأزمة مع دول حوض النيل، حيث تتبنّى القاهرة والخرطوم باعتبارهما مصب النهر مواقف مشتركة في مواجهة مواقف دول المنبع السبع. وقال المصدر الدبلوماسي المصري، إنّ مصر حريصة على العلاقات مع كل أبناء الشعب السوداني في الشمال والجنوب، ولن تسمح بتوتير هذه العلاقة سواء مع الخرطوم أو مع حكومة الجنوب.
صحيفة الراي العام