* هنالك أشكال وأنماط من المخاطر يتعرض لها الصحفيون بدون أن يعلم بها غيرهم مثل الاعتقالات والبلاغات والقضايا التى لا تجد حظها من النشر فى الصحف والتى تمثل قاعدة جبل الجيل مقارنة بما ينشر منها، بالاضافة الى الاساءات والتحذيرات والتهديدات بأنواعها المختلفة التي يواجهها الصحفيون أثناء عملهم سواء من مواطنين عاديين أم شخصيات أم جهات رسمية أم حتى من رؤسائهم وذلك بدون ان يجدوا من يدافع عنهم أو يحميهم، فيضطروا إلى السكوت وعدم الخوض فى بعض القضايا لحماية أنفسهم خاصة مع أوضاعهم المهنية والنفسية السيئة!!
* فى كثير من الأحيان فإن الناشر نفسه او رئيس التحرير هو من يحرم الصحفى أو الكاتب (بدرجة أقل) من نشر موضوع اجتهد في الحصول على معلومات كثيرة عنه ولكنه يفاجأ برئيس التحرير يمنع النشر إما بدافع الخوف على الصحيفة أو المصلحة ويحدث هذا بشكل خاص مع الجهات أو الشخصيات النافذة في الدولة أوالشركات الكبرى التي تمول الصحف بالاعلانات، ويمكن للقراء التكهن بسهولة بتلك الجهات والشخصيات بمتابعة ما تنشره الصحف من أخبار أو انتقادات!!
* قد تكون للصحف أعذارها ومبرراتها فى التعتيم على بعض المواد أو تأخير مرتبات العاملين وبعضها مقبول، ولكن لا يمكن لأحد أن يفهم أن تظل الصحيفة تصدر وتدفع إلتزامات المطابع والورق والبنوك وذلك على حساب الذين يبذلون الجهد الأكبر ويضحون براحتهم وصحتهم واستقرارهم بل وحياتهم بدون أن يحصلوا على مرتباتهم التى يعيشون عليها!!
* قد لا يصدق البعض أن معظم الصحفيين والعاملين فى الصحف الذين يضحون بكل شئ لتخفيف معاناة الآخرين واصلاح الحال هم أكثر الناس سوءا فى أحوالهم المادية والمعيشية والنفسية وقد تمر عليهم شهور طويلة بدون أن يقبضوا مرتباتهم بينما يطاردهم الدائنون فى كل مكان، وهو عيب فى جبين الصحف السودانية لا بد أن يزول!!
* هذه كلمة حق لا بد أن نقولها ولو على أنفسنا، ولا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فى زملائنا وأصدقائنا إن لم يسمعونا!!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى،22أكتوبر، 2009