مجرد تأملات

[ALIGN=JUSTIFY]ثلاثة أشهر صيفية مجموع أيامها يساوي (92) يوماً، خطرت ببالي تناولتها أمس الأول في هذا الباب لمحور الحديث في هذا اليوم على الأقل أكون بذلك اخرجت نفسي ومعي شخصكم الكريم من (ساس يسوس). وهي بالترتيب مايو(31 يوم) ويونيو(30) ويوليو(31)، تمت تسميتها وفق المعتقدات السائدة والحكم المسيطر في العهدين الإغريقي والروماني القديم.
جاء تسمية شهر مايو من إسم الإلهة الإغريقية مايا Maia، وهو الشهر الخامس في التقويم الجريجوري وأحد الشهور السبعة التي ينتهي عدد ايامها في السنة بـ(31) يوم.ويقابل هذا في العهد الروماني إلهة الخصوبة، Bona Dea ولذا كانت أعياد الحصاد تجرى في شهر مايو. وهناك بعض الروايات تقول بأن شهر مايو سُمِي على الكلمة اللاتينية Majores التي تعني الرجال الكبار او كبار السن وربطت تلك الروايات الشهر بكبر السن.
أما شهر يونيوJune الذي هو السادس من العام في التقويم الجريجوري، فقد جاءت تسميته من الإلهة الرومانية Juno زوجة الإله جوبيتر، عدد ايامه (30) يوم. إرتبط هذا الشهر وإشتهر بالورود والزهور.
فيما يأتي الشهر السابع في التقويم الجريجوري بإسم يوليو July يتكون من 31 يوما وجاءت تسميته على قيصر روما (غايوس يوليوس قيصر).وجاءت التسمية في نفس وقت الشهر الذي ولد فيه القيصر الذي كان يسمى في الإغريقية القديمة بـ(Quintilis) قبل أن يتحول شهر يناير إلى الشهر الأول من العام حسب المعروف لدينا حالياً. ولهذا الشهر شئ لا اعرف ماذا نسميه (غريب أم ميزة) يختلف به عن بقية شهور السنة، ذلك إنه الشهر الوحيد الذي يومه الأول دائماً يقابل نفس اليوم الأول لشهر ابريل… بمعنى آخر إذا كان أول ابريل هو السبت فكذلك يأتي يوليو وهكذا… وأما في السنة الكبيسة (السنة الكبيرة التي يكون فيها شهر فبراير وهو الشهر الثاني من العام 29 يوماً) فيقابل يوم يوليو الأول نفس يوم شهر يناير.
وإذا كان التاريخ الروماني سبقه في ذلك الإغريق قد حفظ الشهور بأسماء الآلهة والحكام، فنحن في وقتنا الراهن نخاف أن تكون تسميات هذه الشهور لعنة ضدنا فلا شئ هناك يشجعنا على تذكرها بالخير ابداً. ففي مايو هذا العام كات أحداث أمدرمان هي بداية حصاد الأرواح ولم ينته الشهر وإلا كانت أحداث أبيي تحصد أرواحاً ليست لها من يهتم بها فهي ذهبت هدراً. وقبل إستعادة الأنفاس كانت الخرطوم تنتظرنا لإظهار مشهد آخر لا يقل عن السابقين فقد إحترقت طائرة سودانير في مطار الخرطوم لتقتل (30) شخصاً. وجاء رفيق ابريل بمأساة أخرى لم يمض عليها حتى الآن أكثر من أسبوعين عندما تدافعت الجماهير ومات أكثر من عشرين شخصاً باستاد المريخ الإسبوع الماضي. هذا العدد الكبير من الأرواح يفارقنا وليس فينا إحساس يجعل العالم يعرف بأننا بشر تهمنا روح كل شخص….
إنها اشهر غرائب وما علينا الا الصمت فهو أفضل وسيلة نعبر بها عن حالنا.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 961- 2008-07-17

Exit mobile version