لا غمسنا ولا فتينا

[ALIGN=CENTER] لا غمسنا ولا فتينا [/ALIGN] «قد يحملك حسن الظن بالناس وبالدنيا إلى محطات بعيدة تجعلك تتخيل أن كل من حولك هو معك «قلباً وقالبا».. كما يقولون.. تتعشم فيهم كثير خير وأملاً.. ولكن بعض المواقف تنجلي عن إحساس مغاير»، قاطع عبده بهذه العبارة صديقه «النور» الذي أورده مورداً للمهالك عندما ظن أن «عبده» يتلاعب بأموال الخزنة لصالح أوراقه وقام بنقل ذات الإحساس للسيد المدير الذي صار يلاحق عبده كل يوم بجرد حساب الخزنة في توقيتات عشوائية.. والنور يشارك عبده تفاصيل المكتب اليومية وطقوس الزمالة بحكم المكان والزمان.. يتجاذبان أطراف الأحاديث ويتناولان «البوش والفتة».. ولكنه بعد أن عرف ما حدث من زميله النور صار حذراً منه ومحجماً عنه وكلما حاول النور كسر الطوق الذي فرضه موقفه «السمج» من عبده.. صده عنه بكل ما أوتي من قوة وأصبحت عباراته محددة وواضحة «أسمع يا النور كأننا ما غمسنا ولا فتينا» وصار المكتب بالنسبة لعبده عبارة عن سجن ضيق يلحظ فيه كلماته المحدودة وحركاته وسكناته بعد أن طعنه «النور» هذه الطعنة النجلاء الى أن وجد «عبده» مخرجاً لهذا الضغط عندما طلب من السيد المدير نقله إلى محطة خارجية تبعده من حالات الظن التي يرمقه بها.. وقد كان صريحاً معه.. «أسمع يا عبده.. أنا ما عندي معاك أي غضاضة.. بس زميلك النور جاء شكى منك قال إنت بتاجر بالمبالغ المالية المتوفرة في الخزنة عشان كده أنا كنت بلاحقك بجرد حساب الخزنة في أوقات عشوائية.. عرفت السبب».. «يا سعادتك إن كان الظن عندكم بالبساطة دي أسمح لي بدل طلب النقل.. أقدم استقالتي أنا أكبر من أوهامكم وظنونكم.. وإن شاء الله تستلم مني الخزنة الآن كاملة دون أي ملاحقة فلا شارد ولا وارد للمبالغ إلا وهو مرصود.. فقط أعطني الورقة التي أمامك أرجو منك قبول استقالتي..» بهت المدير من سرعة تطور الموقف الذي جعل «عبده» بهذا الحسم والإصرار. آخر الكلام: كثيراً ما يتوجب عليك الحذر من الأقربين مكاناً.. وزماناً.. فالبعض لا يستحقون أن تبادلهم الكلمة ويجعلوك تتندم مثلما قال عبده «كأننا لا غمسنا ولا فتينا».
سياج – آخر لحظة الاثنين 19/10/2009 العدد 1150
fadwamusa8@hotmail.com
Exit mobile version