والعصر ..

[ALIGN=CENTER]والعصر … !! [/ALIGN] *على ذمة صحيفتنا والزميل النابه (ماهر أبوالجوخ)، تحدث البروفيسور محمد أبوزيد رئيس هيئة المظالم والحسبة العامة بكل وضوح وجرأة وألم فى المجلس الوطني عن الضغوط التي تواجهها الهيئة من المسئولين في الدولة لإنصافهم على حساب المواطنين، أو بعبارة أخرى لـ(ظلم المواطنين)، وحسب عبارات البروفيسور التي قالها في جلسة المجلس التي خصصت لمناقشة تقرير الأداء السنوي للهيئة أمس الأول .. ( إنهم يقولون لنا ــ ويقصد المسئولين ــ إن شا الله عصرتوا لينا الناس ديل)، والناس الذين يتحدث عنهم البروفيسور هم الذين تظلموا للهيئة من ظلم وقع عليهم من أجهزة الدولة والمسئولين !!
* تخيلوا .. الهيئة التى أنشأتها الدولة لإنصاف المظلومين يريدها بعض المسئولين أن تتحول الى هيئة لعصر المظلومين وظلمهم فوق الظلم الواقع عليهم !!
* ولكن البروفيسور وزملاءه الكرام يرفضون (عصر) المواطنين لصالح المسئولين ، ويقول البروفيسور أمام المجلس الوطني بأعلى صوته .. (أنحنا ما بنعصر زول لزول، نحن قضاة نحكم بين الناس بالحق)، لا فض فوك أيها البروفيسور الجليل!!
* وللأسف فإن المقابل لهذا المسلك النبيل هو حرمان الهيئة من ميزانيتها السنوية ــ حسب حديث البروفيسور ــ أي أن الظلم الذي تعاني منه الهيئة التي أنشئت لرفع الظلم عن المظلومين ليس تصرفا فرديا من بعض المسئولين فقط، وإنما هو تصرف مؤسسي من الدولة نفسها، وإلا لما حرمت الهيئة من ميزانيتها السنوية !! هل يعقل ذلك؟، وهل يثق شخص في أية مؤسسة من مؤسسات الدولة بعد ذلك إذا كانت هيئة قضائية عدلية تتعرض لكل هذا الضغط والظلم لتظلم المظلومين، بدلا عن إنصافهم ؟!
* ويضيف البروفيسور أنهم يعانون من عجز مالي كبير وهواتفهم مقطوعة ومهددون بقطع المياه والكهرباء إذا لم يسددوا ما عليهم من إلتزامات مالية!!
* تخيلوا إلى أي مدى تعاني هيئة رد المظالم ويضغط عليها البعض كي تتخلى عن ضميرها وأخلاقها وعملها وتتحول الى هيئة لظلم المظلومين، ويقولون لها بلا أدنى خجل أو خشية من رب أو سلطة أو قانون (إن شا الله عصرتوا لينا الناس ديل) وللأسف فإنهم يقدمون لحديثهم الفج بعبارة (ان شاء الله) التى يلتمس بها العباد التوفيق من الله فى فعل الخير، ولكنهم يستخدمونها لفعل الشر وظلم الناس!!
* إنه حديث خطير يتطلب التحقيق العاجل والمحاسبة ونشر الحقائق للناس، وإلا انتهت الثقة في أجهزة العدل وهي آخر مراحل الانهيار التي تبدأ بعدها الفوضى .. (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) صدق الله العظيم !!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى،15 أكتوبر، 2009

Exit mobile version