الأسر المصرية تستنجد بمبارك لإنقاذ أبنائها من “رعب الثانوية العامة”

استنجدت أسر مصرية برئيس البلاد حسني مبارك لإنقاذهم من رعب امتحانات الثانوية العامة، خصوصاً بعد أن حاول طالبان الانتحار وقام بعضهم بتمزيق أوراق الأسئلة احتجاجاً، بحسب تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية السبت 19-6-2010.

كما تواصلت مظاهرات لأولياء الأمور أمس الجمعة. وفجر امتحان الثانوية العامة الذي يخوضه هذا العام نحو نصف مليون طالب حالة من الهلع والغضب في أوساط معظم الأسر المصرية، خصوصاً مع تكرار شكوى الطلاب من الصعوبة الجمة التي تصل إلى حد التعجيز، على حد قولهم، في كثير من مواد الامتحان، وأن معظمها من خارج المقرر الدراسي، حيث استحوذت هذه القضية على اهتمام الرأي العام بشكل غير مسبوق منذ سنوات طويلة.

وتعول الأسر المصرية على امتحانات الثانوية العامة في تحديد المستقبل الجامعي لأبنائها، وحظوظهم في دخول كليات القمة، مثل الطب والصيدلة والهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية. ومع بدء الامتحان في 12 يونيو (حزيران) الحالي، شهدت معظم المدارس المصرية إغماءات وصراخاً وعويلاً وبكاء هستيريا ودعاء على مسؤولي وزارة التربية والتعليم خصوصاً في امتحاني اللغة الأجنبية الأولى (الإنجليزية) والتفاضل.

وقالت تقارير محلية إن كثيراً من الطلاب تم نقلهم لإسعافهم، كما سجلت المستشفيات دخول أكثر من 400 طالبة في شتى محافظات مصر لتلقي العلاج.

وتجري امتحانات هذا العام في ظل إجراءات صارمة مع تولي وزير التربية والتعليم الجديد الدكتور أحمد زكي بدر. وكان الوزير تحدى أن يحصل أي طالب على النتيجة النهائية في امتحانات الشهادة الثانوية، خلافاً لما حدث في الأعوام الأخيرة. وصرح بدر عقب توليه منصبه الوزاري مطلع العام الحالي أن “من يحصل على مجموع 90% في الثانوية العامة هذا العام سوف أزوره في بيته”، وهو ما اعتبره أولياء الأمور بمثابة تحدٍ صريح للأسر المصرية. وقام بعض أولياء الأمور بتحرير محاضر في أقسام الشرطة ضد الوزير والمسؤولين عن وضع أسئلة الامتحانات.

بينما أفاد شهود أن مئات الطلاب مزقوا أوراق الأسئلة وأوراق الإجابات، احتجاجاً على صعوبة الامتحان. وسجلت التقارير المحلية محاولتي انتحار بسبب الفشل في إجابة أسئلة الامتحان. الأولى في محافظة البحر الأحمر لطالبة حاولت إلقاء نفسها من الطابق الثالث من أمام لجنتها بمدرسة الثانوية التجريبية، والحالة الثانية لطالب من الإسكندرية حاول الانتحار داخل لجنة الامتحان بعدما كسر الشباك الزجاجي بالطابق الثالث في لجنة مدرسة سامي البارودي وتم إنقاذه في آخر لحظة.

وحالة الغضب دفعت عدداً من أولياء الأمور لاقتحام مقار الامتحان بالقوة في لجنتين بمدرستين في القاهرة بعدما سمعوا صراخ بناتهم في الداخل، وبعدما رفض المسؤولون بالمدرستين خروج الطلاب خوفاً من الفتك بالمراقبين. فيما تظاهر العشرات من أولياء أمور الطلاب مساء أول من أمس (الخميس) أمام ديوان عام وزارة التربية والتعليم مرددين هتافات ضد الوزير، معلنين عن تنظيم إضراب مفتوح ومنع أبنائهم من حضور الامتحانات التي تنتهي في 27 من الشهر الحالي، لحين اتخاذ قرار من قبل رئيس وزراء مصر الدكتور أحمد نظيف، وطالبوا الرئيس المصري حسني مبارك بالتدخل لإنقاذ أبنائهم.

وقال مسؤول في وزارة التربية والتعليم إن الوزارة بصدد تشكيل لجنة من المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي للتحقيق في شكاوى صعوبة الامتحان خصوصاً في مادة “التفاضل وحساب المثلثات”، نافياً تعمد صعوبة الامتحانات هذا العام.

وتناقش اليوم (السبت) لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان المصري أزمة امتحانات الثانوية العامة بعدما تقدم النائبان مصطفى الجندي والدكتور أحمد أبو بركة بطلبي إحاطة ذكرا فيهما أن امتحانات الثانوية العامة هذا العام جاءت من خارج المقرر، وأدت إلى ارتباك الأسر المصرية.

العربية نت

Exit mobile version