طرد أمن الملاعب في جوهانسبورغ يوم الإثنين الماضي 36 فتاة من المدرجات لارتدائهن فساتين مثيرة برتقالية اللون، تشبه قمصان لاعبي المنتخب الهولندي الذي كان يخوض ذلك اليوم أولى مبارياته أمام المنتخب الدنماركي.
واعتقل الأمن 3 هولنديات تزعمن المجموعة التي كانت بقية أعضائها شقراوات من جنوب إفريقيا وقد ظهرن مثل الهولنديات تماماً.
واتضح فيما بعد أن سبب الطرد الذي تلاه اعتقال الهولنديات أن الفساتين صنعت بطلب من شركة “بافاريا” الهولندية المنتجة للبيرة، ولذلك كانت دعاية واضحة ومجانية في مهرجان رياضي عالمي، حيث الإعلان لثوان معدودات قيمته عشرات الآلاف من الدولارات، إلى جانب أن راعي المنتخب الهولندي هو شركة هولندية للبيرة منافسة لبافاريا التي احتجت على الاعتقال، ومعها تسرعت الخارجية الهولندية فاحتجت عبر سفيرها لدى جنوب أفريقيا، فأطلقت الشرطة سراحهن بكفالة وسحبت الخارجية الهولندية احتجاجها حين علمت أن القصة كلها هي معركة في “حرب البيرة” المشتعلة في المونديال بين شركات عطشى لربح المال.
واستمر احتجاز الهولنديات الثلاث لمدة ساعتين في مكتب تابع للفيفا، وفيه تعرضن لضغوط شديدة من السلطات الجنوب إفريقية، بحسب مزاعمهن.
وقالت إحداهن، وهي باربارا كاستلاين، إنهن عوملن بفظاظة وتم تهديدهن بالحبس 6 أشهر، مما أصابهن بالذعر. فأخبروهن أن للاحتجاز علاقة بالحماية التجارية التي تتمتع بها ماركة “بودوايزر” الأميركية للبيرة، وهي الراعي الرسمي لمونديال 2010، ولا يعقل أن يدخلن إلى المدرجات كحصان طروادة إعلاني يقطفن الثمار لشركة ليست راعية لأحد في أهم مناسبة رياضية عالمية.
وقالوا لهن إن استخدام “الفستان البرتقالي” هو دعاية لبافاريا التي طرحته في الأسواق كأول إنتاج تجاري مثير للنظر ومرتبط بكأس العالم، لذلك نال شعبية واسعة في هولندا، خصوصاً أن سيلفيا، وهي زوجة نجم المنتخب الهولندي، رافائيل فان در فارت، عملت في الترويج للفستان فذاع صيته قبل المونديال.
كما أن شركة “هاينكن” للبيرة، وهي هولندية ومنافسة لبافاريا، هي الراعي الرسمي للمنتخب الهولندي، ومجرد ظهور الفستان على المدرجات هو دعاية واضحة ومجانية طوال 90 دقيقة أمام أكثر من مليار متفرج في 5 قارات.
وكانت الفتيات دخلن إلى ملعب “سوكر سيتي” في جوهانسبورغ، قبل بدء مبارة هولندا والدنمارك، متظاهرات بأنهن مشجعات للمنتخب الدنماركي، وعلى هذا الأساس تم السماح لهن بدخول المدرجات، خصوصاً وقد حملن العلم الدنماركي.
ولكن وقبيل انتهاء الشوط الأول من المباراة نزعت النسوة العلم الأحمر والأبيض الدنماركي، لتظهر تحته الفساتين البرتقالية المثيرة، رمز البيرة الهولندية المنافسة للشركة الأميركية التي دفعت مئات الملايين من الدولارات لترعى المونديال، لذلك كان الطرد والاعتقال طبيعياً.
وانتفض لقصة الاعتقال بير سوينكس، وهو مدير شركة بافاريا، فأعرب لإذاعة هولندا العالمية عن غضبه الشديد، واصفاً اعتقال “المشجعات” بمثير للسخرية،
وقال إن “الفساتين لا تحمل أي علامة تجارية أصلاً، هل فعلنا شيئاً محرماً؟ ثم منذ متى أصبحت هناك شروط على ارتداء الملابس في مباريات كرة القدم”؟. لكنه لم يجب على سؤال في أن “الخدعة” كلها تمت باتفاق عقدته بافاريا مع الفتيات اللواتي تم استئجارهن في جوهانسبورغ عبر مكتب للدعاية مرتبط بشركة البيرة نفسها.
والأسوأ أن الحادثة أدت إلي فصل المحلل الرياضي البريطاني، روبي إيرل، من عمله في محطة “آي تي” التلفزيونية، بعد أن اتضح أنه باع جزءاً كبيراً من بطاقات الدخول التي حصل عليها لأفراد عائلته وأصدقائه، إلى طرف ثالث من دون موافقة المحطة التلفزيونية.
ولم يكن الطرف الثالث سوى الفتيات اللواتي تم استخدامهن بمعركة دعائية في حرب البيرة المشتعلة في المونديال.
العربية نت