بيت العمل!

[ALIGN=CENTER] بيت العمل! [/ALIGN]ندى.. الموظفة المجتهدة.. تعمل بكل همتها لتوفي حقوق وواجبات منصبها.. مع مسؤولياتها الأخرى.. في ذات الوقت تحاول أن تجعل طاقتها أكثر وأقوى من «أحمد» الموظف الآخر الملقب بالهميم الذي ما فتح باباً للعمل إلا وأوفاه حقه قدرة واقتداراً.. جاعلاً من مساحات العمل خلية نحل وحراك متطور . . ومن غير أن يتفقا على معيار للتسابق أو المنافسة.. أصبحا معاً محلاً للمقارنة في الإنجاز وبلا وعي أصبح كل واحد منهما يلحظ ما يقوم به الآخر ويعلي ذلك من قدرة التنافس لديهما حتى صارت المساحات بينهما تتقارب في إعجاب مبطن بثوب الرسميات الذي يبدو أنه كان يشف عن بعد إنساني آخر.. تقاربت الخطى.. وتلاقت الأفكار وتلاقحت فأثمرت عن إعلان على «البورت».. «لقاء الوعد والمنى.. في زمن التنقيب عن الغوالي والنفائس.. يدعوكم زميلكم «أحمد» من وحدة التخطيط لحضور عقد قرانه على ست الحسان «ندى» بوحدة التنفيذ.. حضوركم لدار العاملين يوم الخميس يجعل من الفرح طعماً آخر ويلون الحياة بلون الورد والبهجة المهيبة».. تلاشت روح التنافس ما بين المخططين والمنفذين بالمؤسسة، فقد دخلوا منداحين في «دليمة» الحياة الاجتماعية بتفاصيلها البعيدة عن أطر العمل الجامدة والرسمية.. وأثمرت زيجتهما عن طفل يجيد التخطيط والتنفيذ.. فقد لاحظ أهله أنه يتأمل الأشياء في مرقده بصورة متأنية جداً ثم يتحين الفرصة للوصول اليه بمد يده أو تحريك أرجله في الاتجاه الصحيح، فعرفوا أنه مخطط ومنفذ أو كما خيل اليهم.. وأجمل ما في جملة الأمر أن المؤسسة أصبحت بؤرة تجمع وتواصل لهذه الأسرة.. حيث يأتون إليها باكراً.. يذهب بالطفل إلى حضانتها ويذهب الوالد إلى وحدة التخطيط.. وتذهب الأم إلى وحدة التنفيذ ليدليا بدلوهما في خط سير العمل بالمؤسسة.. ويلزم «الوليد» موقعه مع براعم المؤسسة.. دراما يومية تتكرر بشكلها الآنف.. كلما تقدمت الأيام تداخلت الرؤى ما بين مكان العمل ومكان السكن عند عائلة أحمد.. آخر الكلام: خيوط رفيعة قد تكون هي الفواصل للأطر العامة ما بين المواقع.. رسمية كانت أو اجتماعية.. رغم أن كل شيء قد يكون مفصلاً مبوباً مكاناً وزماناً.. إلا أنك يجب أن لا تستبعد أن تجد «ندى» ترضع ابنها في المكتب.. أو أن يتبول الصغير على وسادات الكراسي.

سياج – آخر لحظة الثلاثاء 13/10/2009 العدد 1144
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version