يبدو أن المواجهات بين مصر والجزائر على الصعيد الرياضي لن تتوقف حتى حينما يتعلق الأمر ببطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في جنوب إفريقيا، إذ تحمل مواجهة المنتخب الجزائري الثالثة في المونديال أمام نظيره الأمريكي، مواجهة أخرى بين الشقيقتين العربيتين سيكون بطلها زكي عبدالفتاح مدرب حراس المرمى في منتخب “أبناء العم سام”.
ويشرف عبدالفتاح المولود في مدينة المحلة المصرية، على تدريب حراس المرمى في المنتخب الأمريكي منذ عام 2007، ويتمتع بقدرات تدريبية خاصة جعلته أفضل مدربي الحراس في الولايات المتحدة، ومرشحاً بقوة للانتقال إلى أوروبا والإشراف على حراس أحد الأندية الكبيرة.
ورغم حصوله على الجنسية الأمريكية فإن عبدالفتاح يعترف بأنه تمنّى وقوع الجزائر في نفس المجموعة مع المنتخب الأمريكي “لكي يتسنى له الثأر من المنتخب الذي سرق من بلاده بطاقة التأهل للمونديال بطريقة غير مشروعة، وبأسلوب البلطجة والإرهاب”، حسب ما قال في تصريحات صحافية عشية إجراء قرعة البطولة.
وأكد عبدالفتاح أنه يعد الشعب المصري بالفوز على الجزائر وبذل الجهد من أجل هذا الغرض، باعتباره يمثل مصر في المونديال، مشيراً إلى أنه سيرفع العلم المصري عقب جميع مباريات المنتخب الأمريكي في البطولة، خصوصاً بعد مباراته أمام الجزائر.
لكن المدرب المصري لم يفِ بوعده الثاني، ولم يرفع أي علم عقب انتهاء اللقاء الأول للمنتخب الأمريكي أمام نظيره الإنكليزي، والذي انتهى بالتعادل بهدف لمثله، ومن غير المرجح كذلك أن يرفعه بعد مباراة الجزائر التي ستقام في 23 من الشهر الجاري في مدينة بريتوريا.
وأوكل بوب برادلي مدرب المنتخب الأمريكي والصديق المقرب من عبدالفتاح، لمدرب الحراس المصري، مراقبة المنتخب الجزائري وجلب معلومات فنية وافية عنه طوال الفترة التي سبقت كأس العالم، حيث أنجز عبدالفتاح تقريراً شاملاً ذكر فيه أهم لاعبي المنتخب الجزائري وطريقة لعبهم وكل ما يخص الفريق وقدمه لبرادلي الطامح لتحقيق الفوز على “محاربي الصحراء” ومرافقة إنكلترا للدور الثاني عن المجموعة الثالثة.
وشهدت المنتديات الرياضية العربية على شبكة الانترنت في الأيام الماضية سجالاً شارك فيه المئات من المعلقين المصريين الذين انقسموا بين مؤيد لتصريحات عبدالفتاح ورافض لها، واعتبر المؤيدون أن عبدالفتاح يمثل مصر بالفعل في المونديال ومن حقه التعبير عن رغبته في الثأر من المنتخب الجزائري.
في حين رأى المعارضون أن المدرب المصري الأصل لا يمثل في المونديال إلا الولايات المتحدة ولا يعنيه سوى إرضاء الأمريكيين، مؤكدين أن تصريحاته ليس لها أي معنى، وكان الهدف منها هو الحصول على الشعبية، ومشددين على أن المنطق يفرض عليهم تشجيع المنتخب الجزائري أمام نظيره الأمريكي بغض النظر عن الخلافات الأخيرة.
وكانت صحف جزائرية اتهمت في وقت سابق زكي عبدالفتاح بتقديم معلومات خاطئة للمصريين عن المنتخب الأمريكي قبل لقاء الفريقين في بطولة كأس القارات التي أقيمت العام الماضي في جنوب إفريقيا، وساهمت تلك المعلومات بحسب الصحف في خسارة قاسية لـ”الفراعنة” بثلاثة أهداف دون مقابل.
ويشرف عبدالفتاح على تدريب واحد من أفضل حراس المرمى في العالم حالياً وهو تيم هاورد لاعب ايفرتون الإنكليزي، والذي تألق في مباراة بلاده الاستهلالية بالمونديال أمام المنتخب الإنكليزي، بالإضافة لزميليه – المحترفين في الدوري الإنكليزي أيضاً براد غوزان، وماركوس هاهنمان.
وأرجع هاورد الذي نال جائزة أفضل لاعب في المباراة أمام إنكلترا، تألقه في اللقاء لعوامل عدة من بينها وجود مدرب قدير في المنتخب الأميركي ويقصد به زكي عبدالفتاح، الذي توقع بدوره استمرار تألق الحارس في المونديال والمنافسة على جائزة أفضل حراس البطولة، في حال وصلت أمريكا إلى الأدوار المتقدمة.
العربية نت