إنها ثمار زرعكم .. فأحصدوها ..!!

[ALIGN=CENTER] إنها ثمار زرعكم .. فأحصدوها ..!! [/ALIGN] ** كشف الناخبين الذي يقل عن الالفين بقليل، كشف لي بما لايدع مجالا للشك بأن نيل صفة الصحفي واستخراج بطاقته – من مجلس الصحافة واتحاد الصحفيين – أسهل من تطعيم الطفل واستخراج كرت تطعيمه من أي مركز صحي .. قدامى المحاربين بالقوات المسلحة ، ضباط وضباط الصف وجنود من كل القوات النظامية والدفاع الشعبي والشرطة الشعبية ، أساتذة جامعات ومعلمون بالثانوي والأساس ، مهندسو الطرق والجسور والتبريد والتكييف ، بياطرة وزراع وأرباب بالمعاش ، عمال وموظفون بالقطاعين العام والخاص ، تجار جملة وقطاعي ، أطباء وفنيو معامل ، بل حتى بعض رجال السلك الدبلوماسي وآخرين نافذين في الحكومة وأجهزتها التشريعية والتنفيذية..لكل هذه القطاعات – وغيرها – تمثيل معتبر في كشف الناخبين الذين يقع على عاتقهم انتخاب المكتب التنفيذي للاتحاد العام للصحفيين السودانيين نهار اليوم ..عيناي أيضا لم تصدق هذا الحشد ، ولذلك اقترح للمسجل نشر الأسماء في الصحف حتى يتبين القارئ بأن مهنة الصحافة في بلدي صارت كيانا جامعا لكل المهن ، الهامشية منها وغير الهامشية..وهذا ليس تنظيما للمهنة ، بقدر ما هو « صوملة وأفغنة » ..!!
** نعم ، قانونيا – حسب لوائح المجلس والاتحاد – لهم حق المشاركة في انتخابات اليوم ، بل لهم أيضا حق ترشيح أنفسهم لأى منصب قيادي بالمكتب التنفيذي ..أي ، القانون لايمنع أي عامل بأية مهنة بأن يرشح نفسه لمنصب نقيب الصحفيين ، طالما يحمل في جيبه بطاقة العضوية..وطبعا نيل بطاقة الاتحاد يتم بموجب ترخيص من مجلس الصحافة يسمى بشهادة السجل..واستلام تلك الشهادة من المجلس لايكلف المرء غير استخراج شهادة خبرة من أية مؤسسة صحفية مرفقة بأية شهادة أكاديمية ، ثم الجلوس لامتحان لو جلس له كل الشعب السوداني لما رسب فيه غير الذين فاتهم قطار التعليم قبل المدرسي..هكذا يصبح المرء في السودان صحفيا في ثلاثة أشهر بدون معلم ، وهذا بمثابة اعلان مهم لمن لا مهنة له ، ليصبح صحفيا صاحب بيت في الوادي الأخضر و لتعد كشوفات الناخبين في الدورة القادمة بالملايين وليس بالآلاف كما الحال اليوم .. لست مندهشا بأن السواد الأعظم الذي سينتخب المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين اليوم هم من غير العاملين – بتفرغ أو شبه تفرغ – بالصحافة السودانية ، فهذا الوضع الفوضوي متوارث وليس في الأمر عجب ، ولكن مايدعو للدهشة هو القبول التام – الراسخ في الوسط الصحفي – لهذا الوضع المعيب ..!!
** فالبعض منا – باسم النضال – يملأ الآفاق ضجيجا حين يقترح المجلس نصا قانونيا لضبط المهنة .. وعلى سبيل المثال هناك من يرفض حتى شهادة السجل الصحفي التي يمكن لأي مواطن الحصول عليها بوسيلة أسهل وأسرع من الحصول على رخصة قيادة ملاكية .. يرفضون تلك الرخصة التي تنظم المهنة بحجة أن حرية التعبير ليست بحاجة الي اذن جهة أو رخصة مجلس ، هكذا يصفون تلك الرخصة التي تنظم مهنتهم ويطالبون بالغائها، ولكن ما أن يمتلئ كشف الناخبين في يوم كهذا – بغير الصحفيين – يتباكون على « التنظيم » ويطالبون بالمقاطعة ويتناسون بأن مايرونها اليوم فوضى كانت بالأمس حرية ..فتأمل هذا الارتباك الذهني ..أما النوع الموالي ، فهو لايصدق بأنه وجد مواطنا يحمل سجلا من المجلس ورسوما وصورة باسبورت ، حيث يضمه لكشف الاتحاد ويسلمه بطاقته ، فلا يسأله عن عنوانه ومهنته ، ولا يهمه ان كان يكتب التحليل ويحرر الخبر بالصحف أويكتب العرضحال ويحرر الطلب بالمحاكم والأراضي ، « معك سجل صحفي ، اذن أنت عضو اتحاد » ، هكذا لسان حال قانون الاتحاد الذي يعده النوع الموالي بدقة وعناية ..!!
** هذا حال واقعنا .. نوع مناضل يرفض أن ينظم المجلس هذه المهنة ونوع موالٍ يرفض أن ينظم الاتحاد ما عجز المجلس تنظيمه .. ومابين مطرقة هذا وسندان ذاك احتضرت المهنة وصارت محنة .. وعليه ، قوموا الي اقتراعكم وأحصدوا ثمار زرعكم ..!!
إليكم – الصحافة الاثنين 12/10/2009 العدد 5854
tahersati@hotmail.com
Exit mobile version