كوريا الشمالية تُبهر العالم وتخسر بصعوبة أمام السامبا البرازيلي

عانت البرازيل الأمرين في مستهل سعيها إلى إحراز لقبها العالمي السادس، من أجل تخطي عقبة كوريا الشمالية المتواضعة 2-1 الثلاثاء 15-06-2010 على ملعب “ايليس بارك” في جوهانسبورغ في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة لمونديال جنوب إفريقيا 2010، وذلك في حضور حوالي 50 مشجعاً كورياً.

وجد “سيليساو” الباحث عن لقب سادس هذه المرة في القارة الإفريقية بعد أن توج بطلا في أوروبا (1958) وأميركا الجنوبية (1962) وأميركا الشمالية (المكسيك عام 1970 والولايات المتحدة 1994) وآسيا (اليابان وكوريا الجنوبية 2002)، صعوبة كبرى في اختراق دفاع خصمه المنظم خصوصا في الشوط الأول حيث نجح الكوريون في إغلاق المنافذ اليسرى واليمنى وتكتلوا أيضا في الوسط ليشكلوا سدا منيعا حرم رجال المدرب كارلوس دونغا من الوصول إلى مرمى الحارس ري ميونغ دوك.

لكن الوضع تغير في الشوط الثاني عندما نجح ظهير انتر ميلان الإيطالي في افتتاح التسجيل في الدقيقة 55، ما مهد الطريق أمام ايلانو ليضيف هدفا ثانيا في الدقيقة 72، ما سهل مهمة “سيليساو” في حسم مواجهته مع نظيره الكوري الشمالي الذي نجح في خطف هدف تقليص الفارق في الدقيقة 89 مسجلا الهدف الأول لبلاده في العرس الكروي منذ أن خسرت أمام البرتغال في ربع نهائي نسخة 1966 في انكلترا.

ويعود منتخب كوريا الشمالية إلى العرس الكروي بعد غياب دام 44 عاما عندما حقق مفاجأة مدوية بوصوله إلى ربع النهائي على حساب ايطاليا (1-صفر) قبل إن ان يخسر أمام البرتغال الموجودة حاليا في المجموعة ذاتها 3-5 في مباراة تقدم خلالها بثلاثية نظيفة، علما بأنه كان حينها أول منتخب آسيوي يتخطى الدور الأول في العرس الكروي.

ويمكن القول إن المباراة لم تعط فكرة واضحة عن مستوى المنتخب البرازيلي الذي لم يخسر أيا من مبارياته الافتتاحية منذ عام 1934 عندما سقط أمام إسبانيا 1-3 وخرج من الدور الأول، وذلك نظرا لاعتماد منافسه على اللعب الدفاعي البحت على أمل الخروج بنقطة، وعلى المدرب كارلوس دونغا أن يقنع منتقديه انطلاقا من المباراة الثانية التي ستجمعه بعد خمسة أيام مع ساحل العاج التي أجبرت البرتغال على الاكتفاء بالتعادل معها صفر-صفر اليوم أيضا.

وتمثل البطولة تحديا لدونغا الذي اعتبره كثيرون بانه سيشغل هذا المنصب الذي استلمه عقب نهائيات كأس العالم 2006 في المانيا خلفا لكارلوس البرتو باريرا لفترة محددة، لكنه خالف التوقعات من خلال نجاحه ببراعة في ثلاث تجارب له مع المنتخب حتى الآن.

ويبحث دونغا عن أن يصبح ثالث مدرب في التاريخ يحرز اللقب لاعبا ومدربا بعد مواطنه ماريو زاغالو (1958 و1970) والقيصر الألماني فرانتس بكنباور (1974 و1990)، علما بأن دونغا كان قائدا للمنتخب الذي توج باللقب المرموق عام 1994 في الولايات المتحدة.

وبدأ دونغا اللقاء باشراك لويس فابيانو وحيدا في المقدمة ومن خلفه الثلاثي ايلانو وكاكا وروبينيو، فيما تولى جيلبرتو سيلفا وفيليبي ميلو مهام الوسط الدفاعي في مباراة لجأ خلالها المدرب الكوري الشمالي كيم جونغ هون إلى خط خلفي مكون من خمسة مدافعين، فيما لعب المحترفون الثلاثة منذ البداية، ان يونغ هاك (اوميا ارديجا الياباني) في الوسط وجونغ تاي سي (كاواساكي فرونتال الياباني) في المقدمة إلى جانب هونج يونغ جو (روستوف الروسي).

وأحكم الكوريون إغلاق منطقتهم في بداية اللقاء ومنعوا لاعبو “سيليساو” من تهديد مرمى الحارس ري ميونغ غوك وكانت الفرصة الأولى في اللقاء على ملعب جوليو سيزار عندما سد “واين روني اسيا” جونغ تاي ساي من حدود المنطقة لكن حارس انتر ميلان الإيطالي تدخل وأنقذ الموقف دون صعوبة تذكر (11).

وبدا أن المنتخب الكوري لم يعان من أي عقدة نقص على الإطلاق في مواجهة العملاق البرازيلي ونجح لاعبوه تدريجيا في الانطلاق نحو مرمى جوليو سيزار، في وقت عجز رجال دونغا عن تهديد مرمى المنتخب الآسيوي في أي مناسبة حقيقية خلال نصف الساعة الأول تقريبا حتى سدد مايكون كرة قوية من خارج المنطقة صدها الحارس ميونغ كوك وحولها إلى ركنية أولى للبرازيليين لكنها لم تثمر (28).

ثم اتبعها الظهير الآخر ميشال باستوس بتسديدة بعيدة أخرى تحولت من رأس المدافع وعلت العارضة بقليل (34)، ثم فشل “سيليساو” في تهديد مرمى خصمه حتى نهاية الشوط الأول بعدما نجح رجال كيم جونغ هو في إغلاق منطقتهم وجميع المنافذ المؤدية بشكل مميز.

ومع بداية الشوط الثاني، فرض البرازيليون أفضلية مطلقة مجددا لكنهم عجزوا عن الوصول إلى المرمى ثم حصلوا على فرصة ثمينة لافتتاح التسجيل من ركلة حرة إلا أن تسديدة باستوس مرت قريبة من القائم الأيمن (51).

لكن الفرج جاء بعد أربع دقائق عندما توغل مايكون في الجهة اليمنى بعد تمريرة من ايلانو ثم سدد كرة صاروخية بدت وكأنها عرضية أكثر من تسديدة لكنها أخذت اتجاه المرمى وسكنت الشباك الكورية (55).

وكاد باستوس أن يضيف هدفا ثانيا بعد دقائق معدودة بكرة صاروخية أخرى من باستوس لكن الحارس كان في المكان المناسب لينقذ الموقف (61)، ثم حصل فابيانو على فرصة ثمينة أخرى بعد تمريرة من روبينيو على حدود المنطقة فسيطر عليها بصدره وتخلص من المدافع قبل أن يطلقها صاروخية لكن محاولته علت العارضة (64).

ونجح ايلانو في إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 72 بعد تمريرة بينية متقنة من روبينيو الذي وضع لاعب وسط غلطة سراي التركي في مواجهة الحارس فأودع الكرة أرضية في الزاوية اليمنى قبل أن يترك مكانه مباشرة لدانيال الفيش.

ثم زج دونغا بمهاجم فياريال الإسباني نيلمار بدلا من كاكا (78) الذي بدا بعيدا كثيرا عن مستواه المعهود، وبلاعب وسط بنفيكا البرتغالي راميريس بدلا من لاعب وسط يوفنتوس ميلو (84)، وعندما كانت المباراة تلفظ خطف جي يون نام هدفا تاريخيا لكوريا الشمالية عندما تلاعب بلوسيو قبل أن يسدد في مرمى جوليو سيزار (89).

العربية نت

Exit mobile version