يعتبر مشروع سد مروي من أهم وأكبر المشاريع الاقتصادية التي نفذت في السودان خلال تاريخه الحديث وذلك للأثر المتوقع ان يحدثه في حياة المواطنين، وبقيامه يتطور الكثير من أوجه النشاط الاقتصادي، الذي يتضمن مشاريع ازالة الفقر والنهوض بالبلاد بتنمية مستدامة عبر الطاقة المنتجة والرخيصة لتحسين الزراعة واستغلال المياه الجوفية للتوسع في الزراعة، وانشاء مشاريع صناعية في مجال الصناعات التحويلية والغذائية، بجانب توفير الأسماك وصناعتها، اضافة الى تخفيف الضغط على الخزانات القائمة فيما يتعلق بالتضارب في استخدام المياه في الري واستخدام الطاقة الكهرومائية، زيادة على ذلك المشاريع المصاحبة التي قامت مع السد من طرق وكباري ومنشآت، ويولد سد مروي (5.586) ميقاواط في العام أي ما يعادل (1250) ميقاواط في اليوم ويسهم بـ (50%) من كهرباء الشبكة القومية بالبلاد.
ويؤكد محمد صالح عبد الرحيم – مدير القطاع المروي بوزارة الزراعة والغابات – ان الشركات تعمل في ترتيبات الاحلال الكامل للكهرباء بالمشاريع الزراعية المروية بتركيب المحولات الكهربائية، وقال لـ (الرأي العام) بعض الولايات بدأت العمل بكهربة المشاريع منذ العام 2007م في الشمالية ونهر النيل استعداداً لكهرباء سد مروي وتستمر التوصيلات وتركيب الموتورات في سنار والنيل الأبيض، وأضاف أن سد مروي جدواه الاقتصادية على الزراعة كبيرة وواضحة جداً، وذلك بتقليل تكاليف الانتاج والاعتماد على طاقة ثابتة، وارتاح الكثيرون من انقطاع الجازولين واستعمالاته التي تترتب عليها مشاكل جمة، حسمتها الكهرباء، وناشد محمد صالح العاملين بالزراعة لاتباع التوجه الحالي للدولة عبر وزارة الزراعة للقيام باستثمارات اقتصادية كبيرة والخروج من نطاق الزراعة للاكتفاء الذاتي ليحقق خلالها المزارع أرباحاً بعد تخفيف التكلفة العالية.
ويقول عبد الرحمن عباس – رئيس غرفة الصناعات الغذائية لـ (الرأي العام) – ما تم في مروي وما إنتج من كهرباء طمأن الكثيرين في مجال الصناعة، وظهرت آثاره ظهوراً واضحاً، واستبشرنا بها خيراً، حيث استقرار الكهرباء رغم بعض القطوعات من حين لآخر نرجو ان تزول في القريب العاجل، واضاف عباس: بالرغم من تعريفة الكهرباء المرتفعة إلاّ أن بعض المصانع حققت ارباحاً اعادت الثقة الى الآخرين وبدأ قطاع الصناعة في الانتعاش، وناشد عباس الجهات المسؤولة بتخفيض تعريفة الكهرباء في المجال الصناعي، حتى تمكن الصناعات السودانية من منافسة الأسعار العالمية، وتستطيع المصانع أن توفر احتياجات المواطن بأسعار زهيدة في متناول يده، وعقد مقارنة بين تعريفة الكهرباء بالبلاد والدول العربية المجاورة، وقال هنالك فارق كبير يجب مراعاته.
ويرى الخبير الاقتصادي عصام الضوي ان الطاقة مفصلية في التنمية، وبتوافر الكهرباء وزيادتها تزداد الرقعة في الصناعات التحويلية التي تحقق منتجات رخيصة الأسعار، واسعة العرض، ومن ثم تسهم في التصدير الذي يدخل في الفائدة النسبية. ويوضح الضوي ان سد مروي انجاز لا يضاهيه انجاز إلاّ السد العالي بمصر وما حققه في مجالات مختلفة، ومروي أحد تداعيات التنمية وتطوير الاقتصاد المؤدي الى تنمية مستدامة عبر الارتباطات المتقدمة، خاصة في الصناعات التحويلية، وأشار الضوي إلى ان السودان مازال في طور الصناعات التحويلية، ولم يصل الى مصاف الصناعات الثقيلة وغيرها، ويقول إن المشكلة الوحيدة التي تواجه الكهرباء هي التعريفة، ونادى بتخفيض الأسعار في المجال الصناعي أسوة بالقطاع الزراعي والعمل بسعر موحد، وأضاف: ان بعض المصانع مازال وضعها بائساً، ولا بد من إعادة النظر في أمر الصناعة التحويلية نسبة لدورها الكبير في تشجيع المجال الزراعي الذي يعتمد عليه أكثر من (80%) من الشعب السوداني ولا بد من تخفيض الكهرباء ودعم القطاعات المنتجة، ويقول الضوي سعر الكهرباء في السودان يعادل ستة أضعاف في مصر.
الخرطوم: بابكر الحسن
صحيفة الراي العام