من ضمنها السودان : العلماء يتتبعون المناطق التي شهدت ولادة الإنسان الأول

أثبتت الاختبارات العلمية الأخيرة التي شملت عينات من سكان جنوب إفريقيا ومناطق أخرى في القارة السمراء، أن البؤرة التي شهدت ولادة وانطلاق أول إنسان على وجه الكرة الأرضية، هي المناطق الممتدة بين سواحل جنوب أفريقيا وكينيا وإثيوبيا ومصر والسودان.
فمن هذه المناطق انتشر الحضور البشري في العالم، وقد شخص طاقم البحث العلمي 14 جنسا بشريا من الأجناس التي نشأت من أصل واحد، وولدت وترعرعت في تلك المناطق الأفريقية.
وحسب الطاقم الذي حلل خارطة الأجناس الجينية في العالم، فان أكثرية المعلومات المستخلصة من قراءة هذه الخارطة تقود إلى سواحل جنوب إفريقيا والمناطق المحددة، لذلك، فإن جنوب أفريقيا حسب العلماء هي الموطن الأول للإنسان ذي المواصفات البشرية الحالية.
ففي هذه الصحراء ولد الإنسان الأول وبواسطة فحص الحمض النووي، إضافة إلى المعلومات الجينية لبقايا هياكل للإنسان القديم، التي وجدت في هذه الصحراء وأماكن أخرى من العالم، أيقن العلماء أن مركز انطلاق الإنسان إلى مناطق العالم المختلفة قد بدأ من صحراء «كالاهاي» الحالية، حيث كانت في الماضي السحيق عبارة عن منطقة مليئة بالأشجار وأيضا ذات تربة رملية عميقة، تختزن الرطوبة وعناصر غذائية مختلفة.
وتقول اليسا بروكس، العالمة المختصة بعلم الإنسان الإفريقي التابع لجامعة «جورج واشنطن»: «برأيي ان هذا العمل الذي توصل اليه العلماء في غاية الأهمية». فقد كانت هذه المنطقة موطن البشر من جنس «الكشوفاكيين» الذين أطلق عليهم أيضا اسم «السانيون» فلغتهم كانت تحتوي على قدر كبير من الفواصل الصوتية والإيقاعات العديدة.
ولكن الجنس «الكشوفاكي» لم يعش في الماضي السحيق في المناطق نفسها التي يعيش فيها حاليا، وإنما كانوا موزعين على مناطق واسعة، تمتد من جنوب أفريقيا إلى شرق القارة السوداء، حيث تصل إلى سواحل أثيوبيا الحالية، أي إلى منطقة البحر الأحمر، فالكشوفاكيون الذين يحملون اكبر كمية من الصفات والمعلومات الجينية، كانوا في بداية نشأت الجنس البشري، يعيشون في مناطق أخرى من أفريقيا.
والدليل الآخر، لتعقب أصل الإنسان من خلال تحليل تطور اللغات المحلية والعالمية، هو العامل الوراثي للمجموعات البشرية الاثنية التي يطلق عليها اسم «اللويون» التي تعيش في كينيا.
فهؤلاء البشر يتحدثون بلغة يدعوها العلماء «لغة صحراء النيل» والتي يجري الحديث بها في مناطق السودان الحالية، حيث أن هذه اللغة تتوافق بشكل قوي جدا مع الحضور الجيني للبشر الذين يتحدثون بلغة «البانتو».
ويؤكد العلماء أن مجموعة صغيرة من الناس، وربما قبيلة واحدة فقط مؤلفة من 150 فردا، قد غادرت هذه المناطق قبل نحو 50 ألف سنة واتجهت إلى مناطق العالم الأخرى. وهذه المجموعة بالذات هي التي نشرت الجنس البشري في عموم الكرة الأرضية، وموضعها المفترض بالنسبة للعلماء هو سواحل البحر الأحمر، أي مصر والسودان وأثيوبيا والصومال

صحيفة الصحافة

Exit mobile version